19/2/2023|آخر تحديث: 19/2/202301:48 PM (مكة المكرمة)
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء بشكل منفصل أمس السبت، على دعم واشنطن حل الدولتين ومعارضتها السياسات التي تقوضه، وتزامن ذلك مع بدء إضراب شامل في بلدات وضواحي القدس المحتلة ومواجهات مع شرطة الاحتلال التي اعتقلت أمس السبت 7 فلسطينيين بينهم 5 قاصرين في باب العامود في القدس المحتلة.
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري بأن بلينكن يحاول التوسط للتوصل إلى صفقة مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحول دون التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار ضد المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس فإن بلينكن في حديثه مع نتنياهو وعباس أكد التزام الولايات المتحدة “بحل الدولتين المتفاوض عليه ومعارضة السياسات التي تعرض قابليته للحياة للخطر”.
وأضاف برايس في بيان أن “وزير الخارجية شدد على الحاجة الملحة بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ إجراءات بهدف إعادة الهدوء”، كما أكد أيضا رفض الولايات المتحدة الشديد “لإجراءات أحادية الجانب تؤدي إلى تصعيد إضافي للتوترات”.
وإلى جانب ذلك، فإن بلينكن ونتنياهو ناقشا أيضا -حسب البيان- قضايا إقليمية عديدة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها إيران، إذ أكد بلينكن على “الالتزام القوي” للولايات المتحدة الأميركية بأمن إسرائيل.
كما قال برايس إن بلينكن وعباس ناقشا في مكالمتهما الهاتفية “الجهود المبذولة لتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني وتعزيز أمنه وحريته”.
وتأتي هذه الرسالة في أعقاب قرار للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة الجديدة بمنح تصاريح بأثر رجعي لبناء بؤر استيطانية عدة في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة انتقدتها القوى الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأعرب البيت الأبيض الخميس الماضي عن “قلقه العميق” حيال القرار الإسرائيلي، لكنه مع ذلك عارض مقترحا لمشروع قرار في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلة.
إضراب وموجهات
وعلى أرض الواقع، ساد إضراب شامل بلدات وضواحي القدس المحتلة تلبية لدعوات القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي بإعلان “العصيان المدني” اعتبارا من فجر اليوم الأحد، احتجاجا على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي القمعية بحق سكانها.
وأغلق فلسطينيون المداخل الرئيسية لبلدات الرام وعناتا ومخيم شعفاط شمال شرقي القدس، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، ووقعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة جبل المكبر والعيسوية.
كما أغلق الأهالي محالهم التجارية في بلدات شعفاط وعناتا. وتعطلت الدراسة في عدة بلدات في القدس وامتنع العمال عن الذهاب إلى أماكن عملهم.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الشرطة الإسرائيلية دفعت بتعزيزات من عناصرها لإزالة حواجز من الإطارات وحاويات القمامة التي وضعها شبان عند مداخل ومخارج أحياء في شرقي القدس في إطار إعلان العصيان، وأضافت أن عدة بلدات في شرق القدس شهدت مواجهات عنيفة من شرطة الاحتلال، دون أنباء عن وقوع إصابات.
وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن من حق الفلسطينيين في القدس الدفاع عن وجودهم، في ظل عمليات الهدم والتهجير القسري والبناء الاستيطاني.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية سياسة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ضد الفلسطينيين في القدس “التي تقوم على فرض المزيد من العقوبات الجماعية وتعمق عمليات التطهير العرقي”، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل لـ”وقف جرائم وانتهاكات الاحتلال بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب تحقيقا للتهدئة”.
اعتقال قُصَّر
على صعيد متصل، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت 7 فلسطينيين بينهم 5 قصر، أحدهم لا يتجاوز عمره 13 عاما، في منطقة “باب العامود” وسط مدينة القدس الشرقية.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن القوات الإسرائيلية “اعتدت” على المعتقلين وعلى فلسطينيين آخرين توافدوا إلى المسجد الأقصى لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، كما منعت الشرطة أي تجمعات للفلسطينيين في منطقة باب العامود منذ ساعات صباح أمس السبت.
ويحيي الفلسطينيون سنويا ذكرى الإسراء والمعراج في باحات المسجد الأقصى المبارك باحتفال مركزي، لكن هذا العام تم إلغاؤه بسبب الأوضاع الأمنية في القدس والضفة الغربية.
وتشهد المدينة المقدسة توترا كبيرا بعدما صعّدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو من ممارساتها بحق الفلسطينيين في المدينة.المصدر : الجزيرة + وكالات