مقالات

نقاط على حروف ما جرى في المفرق

بانتظار نتائج التحقيق في الصفحة السوداء التي شهدتها المفرق لا نصيف على ما صدر عن الحكومة من إدانة واضحة وإصرار على معرفة الحقيقة ومحاسبة من ارتكبوا جرائم بحق الأفراد والمؤسسات؛مشاركة وتحريضا وتواطؤا وعجزا وتقصيرا. نبدأ بالصحفي غازي السرحان الذي كسرت يده، فهذا لا يقبل أن يتم على يد الأجهزة الأمنية الرسمية، وهذا لم يفعله غير رابين مع أطفال الحجارة ، أما قلع عين الدكتور الجامعي عماد صالح وكسر رأس الناشط الشبابي معاذ الخوالدة الناطق باسم شباب 24 آذار وإصابة النائب السابق عبد المجيد الخوالدة فتلك جرائم لا يعرفها التاريح الأردني لا على يد الدولة ولا على يد العامة. الأسوأ ممن قاموا بالجرائم هم من قاموا بتقديم التغطية الفكرية والسياسية لها، وكأنها نضال وطني. وكأن الضحايا هم مستوطنون أو قوات احتلال قضوا على يد المقاومة الشعبية بعد أن عجز الجيش النظامي عن صدهم. جميعم يحملون الرقم الوطني ومن أبناء عشائر المفرق، وحتى لو كانوا من نشطاء مناهضة العولمة وقدموا من النرويج فلا يجوز أن تتصدى لها ميلشيات شعبية بوجود دولة لها جيشها وأجهزتها الأمنية والقضائية. <br/> <br/>مثل كل عشائر الأردن يوجد في بني حسن من رجال الدولة إلى تنظيم القاعدة مرورا بالإخوان والشيوعي والقومي وهي ليست حزبا سياسيا موحدا. وفرق بين الانتساب الطبيعي للعشائر والتحلي بأخلاقها وأصولها وبين الاستغلال السياسي للعشيرة ، تماما كالفرق بين التدين الطبيعي والاستخدام السياسي للدين. دفاعا عن بني حسن نقول لا بد من كشف الحقائق،تماما كما قلنا في أحداث دوار الداخلية عن أبناء معان الذين حاول بعض مقاولي السياسية إستغلالهم بإظهارهم غزاة يدخلون العاصمة ويطلقون النار في شوارعها. <br/> <br/>القضية ليست بني حسن والإخوان، فمن أبناء العشيرة قيادات إخوانية، وسبق للنائب الإخواني والوزير لاحقا بسام العموش أن أسس جمعية بني حسن الإسلامية. والزرقاء التي تضم أكبر تجمع للعشيرة هي خزان الحركة الإسلامية. ولكن ثمة جهات تريد استخدام العشائرية لمحاربة الحركة الإسلامية وليس العكس. <br/> <br/>لقد كشفت الصفحة السوداء في المفرق عن معدن الشعب الأردني الأصيل،وكان أبناء بني حسن في مقدمة من رفضوا محاولة إستهداف الدولة قبل المعارضة. فمن يحرق مقر حزب معارض ويعتدي على الصحفيين والنشطاء يفتح دولة لحسابه. تقاضي وتحاكم وتعاقب. إن الدولة ليست عاجزة حتى تكون بحاجة إلى ” جنجويد” كما في السودان. <br/> <br/>كشفت المعدن الأصيل بقدر ما عرت المعدن الرديء لمقاولي الفتن والتحريض والعنصرية الذين لم تصدر عنهم كلمة إدانة لجريمة ارتكبت في وضح النهار. أولئك المقاولين لم يكونوا يوما مع بني حسن ولم يتعفروا بتراب الصحراء في المفرق ولم يمروا في أزقة الزرقاء . <br/> <br/>ما حصل في المفرق يحتاج إلى وقفة مراجعة جدية، ليس من أجل المعارضة، بل من أجل الدولة. وعلى رأي وزير الإعلام راكان المجالي يوجد دولة واحدة وقانون واحد ، ولا نقبل بأن يفتح كل واحد دكانة ودولة لحسابه! <br/> <br/> <br/>(الغد)</p></div></h4>

About the author

ياسر أبو هلالة

Leave a Comment