أخبار

فرنسا “تتخلى” عن الصحافي السوري حسام حمود

رفضت فرنسا منح الصحافي السوري المقيم في تركيا حسام حمود تأشيرة دخول “إنسانية” إلى باريس، من دون إبداء أسباب رفضها. وكان الصحافي السوري البالغ من العمر 30 عاماً مصدر معلومات سرية وحساسة للغاية حول تنظيم داعش في الرقة (مسقط رأسه)، بالنسبة لعدد كبير من وسائل الإعلام الدولية في السنوات الأخيرة، بحسب ما كتبت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية. ومن المؤسسات الإعلامية التي عمل معها “ذا غارديان” و”هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC)، وموقع ميديابار الفرنسي، وراديو فرنسا. كما وقع أخيراً اتفاقاً مع الصحافية الفرنسية سيلين مارتيليه لنشر كتاب في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، يروي فيه الانتهاكات التي عانى منها سكان مدينة الرقة تحت حكم داعش، بما في ذلك تجربته في سجون التنظيم.
ونتيجة لدوره في هذه التسريبات، يقول حمود إنه اكتسب عدداً كبيراً من الأعداء في تركيا حيث لجأ عام 2019، كما في سورية التي قد تعيده السلطات التركية إليها، وهو ما يشكّل الخوف الأكبر بالنسبة له، بسبب الخطر المحدق بحياته سواء من قبل نظام بشار الأسد أو من قبل تنظيم داعش.
لكن يبدو أن كل ما سبق لم يكن كافياً لتمنحه الحكومة الفرنسية “تأشيرة إنسانية” مع زوجته وطفليه (3 و5 سنوات). إذ تلقى الصحافي الشاب رسالة إلكترونية من السفارة الفرنسية في أنقرة صباح الإثنين تبلغه برفض طلبه المقدم في مارس/آذار الماضي. وهو ما فاجأه بشكل كبير، إذ يقول لـ”ليبيراسيون” إن السفارة استقبلته بشكل جيّد جداً لإجراء مقابلات استمرت ساعات عدة. فبالإضافة إلى ملفه الشخصي، كان محاوروه مهتمين جداً بمعرفته والاطلاع على المعلومات الواسعة التي كانت لديه عن تنظيم داعش ونشاطه لسنوات في الرقة السورية. وقد زار السفارة أكثر من مرة وقضى وقتاً في مقابلة موظفين هناك، سألوه أسئلة مرتبطة بملفه، وأخرى مرتبطة بما عاشه في الرقة والوثائق والمعطيات التي لا يزال يملكها حول التنظيم.

يشرح حمود لـ”العربي الجديد” أنه فعلياً يجهل تماماً سبب رفض إعطائه التأشيرة، خصوصاً أن المقابلات معه في السفارة استمرت 8 ساعات، وأنه مصرّ على حقه في التأشيرة الفرنسية خصوصاً بعد جهده وعمله الطويل مع وسائل الإعلام الفرنسية. ويؤكد أنه سيستأنف القرار في السفارة وحتى في لجنة الطعن في باريس في حال لم تتجاوب السفارة.

قرار رفض التأشيرة هذا أعاد طرح علامات استفهام حول المعايير الأوروبية في التعامل مع السوريين، وتحديداً مع الصحافيين المعرضين للخطر في أماكن وجودهم. وهو ما أشارت إليه سيلين مارتيليه التي كتبت عبر حسابها على توتير أنه بفضل حسام حمود “اكتشف العالم وثائق مهمة جداً عن تنظيم داعش، فيها أسماء مئات الجهاديين الأجانب في الرقة”. وعبّرت الصحافية الفرنسية عن صدمتها من رفض منح تأشيرة دخول لزميلها السوري، مذكرة أن الوثائق التي كشفها حمود أفادت باريس كثيراً.
وسريعاً، انضم عدد كبير من الصحافيين الفرنسيين إلى الحملة المستنكرة حجب التأشيرة عن حمود، ومن بين هؤلاء مؤسس موقع ميديابار إدوي بلينيل، وصحافيون في الموقع مثل فايرس آرفي وإيلين سالفي. وقد كتبت هذه الأخيرة: “حرفياً فرنسا تتخلى عن الصحافي السوري”. أما الصحافي الفرنسي ماتيو سوك، فذكّر بأن الوثائق التي كشفها حسام حمود في عمله الإعلامي شكلت مصدراً مهماً للقضاء الفرنسي أثناء محاكمة المتهمين في هجمات باتاكلان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=alaraby_ar&dnt=false&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOlsibGlua3RyLmVlIiwidHIuZWUiXSwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19ob3Jpem9uX3RpbWVsaW5lXzEyMDM0Ijp7ImJ1Y2tldCI6InRyZWF0bWVudCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfY2hpbl9waWxsc18xNDc0MSI6eyJidWNrZXQiOiJjb2xvcl9pY29ucyIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfcmVzdWx0X21pZ3JhdGlvbl8xMzk3OSI6eyJidWNrZXQiOiJ0d2VldF9yZXN1bHQiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3NlbnNpdGl2ZV9tZWRpYV9pbnRlcnN0aXRpYWxfMTM5NjMiOnsiYnVja2V0IjoiaW50ZXJzdGl0aWFsIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19leHBlcmltZW50c19jb29raWVfZXhwaXJhdGlvbiI6eyJidWNrZXQiOjEyMDk2MDAsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZHVwbGljYXRlX3NjcmliZXNfdG9fc2V0dGluZ3MiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3R3ZWV0X2VkaXRfZnJvbnRlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib2ZmIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH19&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1567181528492392450&lang=ar&origin=https%3A%2F%2Fwww.alaraby.co.uk%2Fentertainment_media%2F%25D9%2581%25D8%25B1%25D9%2586%25D8%25B3%25D8%25A7-%2522%25D8%25AA%25D8%25AA%25D8%25AE%25D9%2584%25D9%2589%2522-%25D8%25B9%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%258A-%25D8%25AD%25D8%25B3%25D8%25A7%25D9%2585-%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25AF&sessionId=ef76c92a13c47802d19fc176340904c31c4186ab&siteScreenName=alaraby_ar&theme=light&widgetsVersion=1bfeb5c3714e8%3A1661975971032&width=550pxhttps://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=alaraby_ar&dnt=false&embedId=twitter-widget-1&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOlsibGlua3RyLmVlIiwidHIuZWUiXSwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19ob3Jpem9uX3RpbWVsaW5lXzEyMDM0Ijp7ImJ1Y2tldCI6InRyZWF0bWVudCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfY2hpbl9waWxsc18xNDc0MSI6eyJidWNrZXQiOiJjb2xvcl9pY29ucyIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfcmVzdWx0X21pZ3JhdGlvbl8xMzk3OSI6eyJidWNrZXQiOiJ0d2VldF9yZXN1bHQiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3NlbnNpdGl2ZV9tZWRpYV9pbnRlcnN0aXRpYWxfMTM5NjMiOnsiYnVja2V0IjoiaW50ZXJzdGl0aWFsIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19leHBlcmltZW50c19jb29raWVfZXhwaXJhdGlvbiI6eyJidWNrZXQiOjEyMDk2MDAsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZHVwbGljYXRlX3NjcmliZXNfdG9fc2V0dGluZ3MiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3R3ZWV0X2VkaXRfZnJvbnRlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib2ZmIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH19&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1567201667602341889&lang=ar&origin=https%3A%2F%2Fwww.alaraby.co.uk%2Fentertainment_media%2F%25D9%2581%25D8%25B1%25D9%2586%25D8%25B3%25D8%25A7-%2522%25D8%25AA%25D8%25AA%25D8%25AE%25D9%2584%25D9%2589%2522-%25D8%25B9%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%258A-%25D8%25AD%25D8%25B3%25D8%25A7%25D9%2585-%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25AF&sessionId=ef76c92a13c47802d19fc176340904c31c4186ab&siteScreenName=alaraby_ar&theme=light&widgetsVersion=1bfeb5c3714e8%3A1661975971032&width=550px


أما منظمات تعنى بشؤون اللاجئين، خصوصاً العرب منهم، في فرنسا، فطالبت بمنح باريس تأشيرة لجوء لحمود وعائلته، وليس تأشيرة دخول “إنسانية”، وذلك بسبب عدم قدرته على العودة إلى سورية.
من جهته، كتب حمود على تويتر: “إن تدمير حياة شخص ما وأحلامه أمر سهل للغاية من قبل طرف يملك كل شيء! طلب لجوئي إلى # فرنسا رُفض من دون أي تفسيرات. لا أعلم ما الذي يمكنني أن أقدّمه أكثر من جميع التحقيقات التي عملت عليها مع أكبر وكالات الإعلام الفرنسية. شكراً على لا شيء!!”.

في مقالها في صحيفة “ليبيراسيون”، تشير الصحافية هالة قضماني إلى أنّ منظمة “مراسلون بلا حدود” (مقرها باريس) تلقت أكثر من طلب للضغط والدفع باتجاه قبول منح حمود تأشيرة إلى فرنسا، لكنها لم تفعل ذلك أو لم تتابعه بالشكل المطلوب “لعلها كانت أكثر انشغالاً باستقبال الصحافيين الأوكرانيين”، تكتب قضماني.
ورغم أن تعليق قضماني قد يبدو ساخراً، إلا أن المنظمة، التي تعنى بحرية وحقوق الصحافيين حول العالم، تجاهلت تدريجياً أوضاع الصحافيين السوريين، وخصصت تغطيتها بشكل شبه كامل، في الأشهر الأخيرة، للإضاءة على أوضاع الصحافيين العاملين في أوكرانيا. وهو ما أثار موجة انتقادات، خصوصاً أن الصحافيين في أنحاء كثيرة من العالم يعيشون أوضاعاً تعرض حياتهم بشكل يومي للخطر.

هل تريد التعليق؟