كشفت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، أن عدداً من الإعلاميين والخبراء السياسيين المصريين زاروا العاصمة الإماراتية أخيراً، بدعوة من ديوان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في زيارة عمل استمرت لمدة يومين، وجرى خلالها التباحث بشأن الأزمة الليبية. وأوضحت المصادر أن الدعوة التي كانت بهدف معلن وهو التباحث وتبادل وجهات النظر بشأن الأزمة الليبية و”المساعي التركية للهيمنة على البلدان العربية”، على حد تعبير المصادر، حملت هدفاً آخر غير معلن من جانب عدد من المسؤولين في الإمارات، وهو الترويج لحتمية المواجهة العربية وفي مقدمتها مصر مع تركيا “بتطلعاتها لإعادة الخلافة العثمانية”.
ولفتت المصادر إلى أن المسؤولين في أبوظبي يسعون لتسهيل مهمة النظام المصري ودفعه للاستجابة إلى المطالب والتوجّهات الإماراتية التي ترمي إلى تأجيج حرب عسكرية واسعة في ليبيا ومحاولة جر تركيا إليها. وأشارت إلى أن الوفد المصري ضم عدداً من النواب البرلمانيين، والخبراء السياسيين، وشخصيات دبلوماسية سابقة، بالإضافة إلى إعلاميين وكتّاب صحافيين، وشمل نحو 40 شخصية.
قال بن زايد إن مصر أخطأت كثيراً في ملف سد النهضة، ما مكّن إثيوبيا من تسيّد الموقف
وأوضحت المصادر أن الرسائل التي أكدها ولي عهد أبوظبي خلال جلسة حضرها ضمن مناقشات الوفد المصري، تضمّنت ما وصفه “بأخطاء صانع القرار المصري بشأن تعاطيه مع عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها التأخر في القرار المناسب، والتردد بشأن اتخاذ مواقف حاسمة، مما يزيد من تعقيد الموقف”. وبحسب المصادر، ضرب بن زايد مثلاً بأزمة سد النهضة، معتبراً أن مصر أخطأت كثيراً في هذا الملف، ما مكّن إثيوبيا من تسيّد الموقف وامتلاك دفّة توجيه الأزمة، وهو ما جعل الموقف المصري دائماً رد فعل فقط.
وأوضحت المصادر أن رسائل الجانب الإماراتي للوفد المصري تركزت بشكل أساسي على ضرورة لعب دور عبر مساحتهم الإعلامية والصحافية، ومشاركتهم في الحياة العامة والسياسية بضرورة التحذير مما أسمته الخطر التركي والتمدد العثماني في المنطقة العربية، والتشديد على ضرورة التصدي لذلك بالسبل كافة وفي أي موقع وليس ليبيا فقط.
وكان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، قد قال أخيراً إنه “لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي من دون حساب أو عقاب”. جاء ذلك بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اعتبر أن “التدخلات المصرية في الشأن الليبي غير شرعية”، واصفاً في تصريحات صحافية يوم الجمعة الماضية، موقف الإمارات بأنه “قرصنة”. وأضاف أردوغان الذي يشارك بقوات تركية إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، أن بلاده “ستواصل تحمل المسؤولية التي أخذتها على عاتقها في ليبيا، ولن تترك الأشقاء الليبيين وحدهم”، معلناً استمرار الدعم الذي تقدمه تركيا لحكومة الوفاق.
هل تريد التعليق؟