أخبار

جيبوتي تفوز برئاسة المفوضية الأفريقية والجزائر نائبة

فاز وزير الخارجية الجيبوتي الدبلوماسي المخضرم محمود علي يوسف بمنصب رئيس المفوضية الأفريقية ليخلف التشادي موسى فكي، حيث حصل على 33 صوتا بعد معركة تنافسية شرسة مع مرشح كينيا رايلا أودينغا، ومرشح مدغشقر ريتشارد واندريا.

وجاء فوز وزير خارجية جيبوتي بعد 6 جولات من التصويت تمكن في نهايتها من تأمين 33 صوتا وهي كافية للفوز بالمنصب وهو ما يمثل ثلثي عدد أصوات الدول الأفريقية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت كواليس الاتحاد الأفريقي والفنادق الفاخرة لأديس أبابا حركة مكوكية من كينيا وجيبوتي بهدف حشد التأييد والاستقطاب لحث الدول الأعضاء في الاتحاد على التصويت لصالح أودينغا أو علي يوسف.

وخلال الجلسة المغلقة للقادة الأفارقة، حُسم أيضا التنافس على منصب نائب رئيس المفوضية لصالح الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي، بعد منافسة مع مرشحتين من المغرب ومصر.

وتأتي الانتخابات في إطار نظام التناوب الإقليمي الذي اعتُمد عام 2018، لضمان التوازن والتمثيل العادل بين الأقاليم الأفريقية الخمسة.

وينقسم الاتحاد الأفريقي إلى 5 مناطق رئيسة: الجنوب والوسط والشرق والغرب والشمال. ووفقا لقواعد التناوب، يتم اختيار رئيس المفوضية من منطقة مختلفة في كل دورة انتخابية، مع مراعاة الكفاءة والتمثيل العادل للجنسين.

وكان الاتحاد الأفريقي شكل لجنة متخصصة لمراجعة طلبات الترشيح وضمان اختيار المرشحين وفق معايير الجدارة. وبحلول نهاية عام 2023، تمكنت 3 دول فقط من تقديم مرشحيها في الموعد النهائي.

وتتم عملية الانتخاب وفقا للمادة 42 من لوائح الاتحاد الأفريقي، حيث يتم اختيار الرئيس أولا ثم نائب الرئيس، قبل تعيين المفوضين الذين ينتخبهم المجلس التنفيذي، المكوّن من وزراء الخارجية أو المسؤولين الحكوميين المكلفين من الدول الأعضاء.

خطاب وداعي

في غضون ذلك ألقى رئيس المفوضة الأفريقية المنتهية ولايته موسى فكي السبت خطابا حول العوائق التي تواجه القارة، في حين تم انتخاب وزير خارجية جيبوتي رئيسا جديدا للمفوضية، والدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي نائبة له.

وقد حذر فكي خلال افتتاح قمة قادة دول الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السبت، من عوائق عديدة تحول دون قيام الاتحاد بدوره على مستوى تنفيذ قرارات حل النزاعات والتمويل.

وحرص فكي على القول إنه يتحدث اليوم بحرية، لأنه آخر خطاب له بصفته رئيسا للمفوضية، إذ سيغادر المنصب منتصف الشهر المقبل، وأضاف أن القارة الأفريقية لا تزال تشهد انقساما وتفتتا، بسبب تعدد النزاعات المسلحة في مناطق الساحل والبحيرات الكبرى وفي القرن الأفريقي وغيرها.

وأضاف المسؤول الأفريقي أن ثمة قضايا مستعجلة داخل الاتحاد تتطلب معالجتها، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد، التي تتعرض “للإهمال والتجاهل من بعض الدول الأفريقية، وذلك بسبب بعض التأويلات والمصالح”.

وقال رئيس المفوضية إن الدول الأفريقية أمامها خياران لا ثالث لهما، إما التخلي عن النصوص والقرارات الصادرة عن الاتحاد، أو تطبيقها بشكل صارم، مشيرا إلى وقوع خروقات عديدة بقواعد وقرارات الاتحاد من قبل بعض الدول الأعضاء، التي لم يسمها.

إعلان

ومن القضايا المستعجلة التي حذر فكي من عدم حلها داخل الاتحاد مسألة التمويل، الذي يعتمد بأكثر من الثلثين في ميزانيته على المساعدات الأجنبية.

وأضاف أنه وجّه رسائل فيها بعض الحدة للدول الأعضاء في الاتحاد في مسألة الالتزام بمساهمتها في تمويل الاتحاد، مضيفا أن الوضع المالي الحالي للاتحاد لا يمكّنه من الاستقلالية، مما يؤثر على قراراته.

ملف فلسطين

واختار فكي التحدث باللغة العربية عندما تطرق لما يجري في فلسطين، قائلا إن ما تعرض له قطاع غزة من دمار وحرمان يشكل عارا على كل البشرية، مشددا على وقف الاتحاد الأفريقي بكل حزم مع الشعب الفلسطيني.

وأضاف أنه مما يفاقم الوضع في الشرق الأوسط الدعوات الصادرة لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، في إشارة إلى ما يدعو إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

غوتيريش وأفريقيا

وكان من ضمن المتحدثين في جلسة الافتتاح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال إنه ملتزم بالدفاع عن حصول القارة الأفريقية على مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي، معتبرا أن “أفريقيا كانت ضحية لظلمين كبيرين، أولهما الاستعمار وتجارة العبودية عبر الأطلسي، وقد حان الوقت لجبر ضرر أفريقيا ووضع إطار لتحقيق هذا الضرر”.

وأما الظلم الثاني -حسب غوتيريش- فهو عدم حصول أفريقيا على التمثيلية العادلة في منظومة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية، معتبرا أن ترؤس جنوب أفريقيا هذا العام لمجموعة العشرين من شأنه المساعدة في الدفع بعدد من قضايا القارة الأفريقية.

وذكر غوتيريش أن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في أقوى حالاتها الآن.

واتسمت الجلسة الافتتاحية لقمة قادة أفريقيا بغياب عدد من رؤساء الدول، وأبرزهم رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي المنشغل بالحرب الدائرة شرقي بلاده، كما غاب عن القمة ملك المغرب محمد السادس والرئيس التونسي قيس سعيد.

كما يبت القادة الأفارقة في عدد من مشاريع القرارات التي رفعت إليهم من خلال اجتماعات وزراء الخارجية التي جرت الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ومختلف الهيئات التابعة للاتحاد الأفريقي.

المصدر : الجزيرة

هل تريد التعليق؟