أخبار

“دايلي بيست”: 90 مقال رأي لشخصيات وهمية للتحريض ضد قطر بأميركا

كشف تحقيق لموقع “دايلي بيست” الإخباري الأميركي عن شبكة من الشخصيات الوهمية، التي بلغ عددها ما لا يقل عن 19، تم تجنيدها طيلة العام الماضي من أجل نشر أزيد من 90 مقال رأي في 46 منبر إعلامي.
وذكر التحقيق أن المقالات، التي نشرت بوسائل إعلام أميركية محافظة، لم تكف عن الإشادة بالإمارات العربية المتحدة، مقابل التحريض على اتخاذ مواقف متشددة ضد دولة قطر، وتركيا، وكذلك إيران والجماعات الموالية لها بالعراق ولبنان.


واستهل الصحفي ادم راونسلي تحقيقه بالإشارة إلى أن “كاتب الرأي” في موقع “نيوز ماكس”، رافاييل بيداني، كان أحد الأسماء الوهمية، والذي يقدم نفسه كخبير بمنطقة الشرق الأوسط ويشارك أفكاره بخصوص كيفية تخلص العراق من النفوذ الإيراني، والسبب وراء كون الإمارات واحة للاستقرار في منطقة مضطربة. وقد نشرت بهذا الاسم العديد من مقالات الرأي في منابر إعلامية محافظة مثل “واشنطن ايكزامينر”، و”ريلكلير ماركتس”، و”أميركان تينكر”، و”ذا ناشيونال انترست”، بحسب “دايلي بيست“.


وأوضح التحقيق أن صور بيداني المتداولة على تلك المنابر جرت سرقتها من أحد المدونات لمستثمر صاعد بسان دييغو، فيما حسابه على موقع “لينكدين” يقدم معلومات غير حقيقية بكونه خريج جامعة “جورج واشنطن”، و”جوروج تاون”.
وفي هذا الصدد، أشار التحقيق إلى أن موقع “تويتر” قام بتعليق حساب بيداني رفقة 15 أخرين بعدما أمده “دايلي بيست” بنتائج تحقيقه بخصوص الشبكة التي قامت بخرق سياسات “تويتر”.
وفي تعليق أدلى به للموقع، قال الأستاذ المساعد بجامعة حمد بن خليفة بقطر، مارك اون جونس، إن “عملية نيل النفوذ الواسعة هذه تجسد مدى سهولة قيام فاعلين ذوو نوايا خبيثة باستغلال هوية أشخاص حقيقيين، وخداع منابر إعلامية دولية، والعمل على نشر بروباغندا مجهولة المصدر من خلال وسائل إعلامية ذات سمعة”.


وأضاف جونز، الذي كان من أوائل من انتبهوا إلى منشورات مريبة لأفراد تلك الشبكة، “لم يعد علينا الحذر فقط من الأخبار الزائفة، بل كذلك من الصحفيين المزيفين وبشكل أكبر”.


وفي التفاصيل، أوضح التحقيق أن الشبكة استهدفت عدداً واسعاً من المنابر الإعلامية، ونشرت مقالات رأي تنتقد قطر، وتدعو لتطبيق عقوبات أشد على إيران بوسائل إعلام أميركية محافظة مثل “هيومان ايفنتس”، وصحف إسرائيلية وبمنطقة الشرق الأوسط مثل “جيروزليم بوست” و”العربية”، وكذلك صحف أسيوية مثل “ساوث شينا مورنينغ بوست”.
وخلص التحقيق إلى أن الشبكة تجمع بينها العديد من الأمور المتشابهة، من قبيل أن الأسماء المفبركة التي حددها “دايلي بيست” كانت في الغالب لمساهمين في موقعين مرتبطين “ذا اراب أي”، و”بيرسيا ناو”، وكانت لديهم حسابات “تويتر” تم إنشاؤها في مارس/ آذار أو إبريل/ نيسان 2020.الأرشيف

استغلال “البوت” على تويتر… صناعة الاستقطاب في الأزمة الخليجية

كما أن الأسماء المفبركة جرى تقديمها كمستشارين سياسيين أو صحفيين متعاونين يقيم أغلبهم في العواصم الأوربية، وتمت فبركة مشوارهم الأكاديمي والمهني من خلال حسابات غير حقيقية بموقع “لينكدين”. وعُمد كذلك إلى استخدام صور مفبركة أو مسروقة لهم مع اللجوء لتقنيات لإخفاء إمكانية التحقق من مدى صحتها، وقامت الحسابات الوهمية الخاصة بهم بتبادل نشر المقالات والترويج لبعضها البعض.

هل تريد التعليق؟