وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في تصريحات أدلى بها في واشنطن “أعتقد في الوقت الحالي أن بإمكاني القول إن التقدم الذي حققناه في الأسبوعين الماضيين يجعلنا في موقع أفضل مما كنا عليه قبل أسابيع.. رأينا أن العملية برمتها كانت تعمل بشكل جيد في نوفمبر مما أدى إلى الإفراج عن 109 رهائن.. للأسف انهارت هذه العملية في ذلك الوقت.. وزادت حدة الحرب مما أدى إلى جعل الوضع أكثر تعقيدا”.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن قطر ليس لها نفوذ على أي طرف فيما يخص المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الرهائن، وأشار إلى أن دور قطر هو الوساطة للتوصل لحل تفاوضي، وقال “الآن دورنا الأساسي كوسطاء هو بذل ما بوسعنا للتوصل إلى حل متفاوض عليه يعيد الأسرى سالمين إلى بيوتهم وأيضا يؤدي إلى وقف قصف غزة وقتل المدنيين.. نحن نرى الأرقام ترتفع بشكل مأساوي.. ونرى أن ما يحدث في غزة لا يؤدي إلى إعادة الرهائن”.
وتابع “يجب أن يُفهم دور قطر بوضوح في هذا السياق. دورنا هو الوسيط الذي يحاول جمع الأطراف لسد الفجوات وتقريب المواقف. وبعيداً عن ذلك، فإننا لا نرى قطر قوة عظمى يمكنها فرض الضغط على هذا الطرف أو ذاك. نحن في الأساس نستخدم مساعينا الحميدة للتواصل لسد الفجوات ووضع الحلول للتوصل إلى بعض البدائل. هذا هو ما تمتلكه قطر من قدرات وقد نجحت هذه الطريقة”.
وأضاف أنه يجب التركيز على إحلال الهدوء في قطاع غزة باعتباره أمرا أساسيا في طريق خفض التصعيد في المنطقة، وقال “نحن لا نشجع أي هجمات على أي بلد في منطقتنا، ونعتقد أن أولئك الذين يشنون هجمات يجب أن يُحاسبوا. نحن ندعو دائما إلى خفض التصعيد واحتواء الوضع. منطقتنا لا يمكن أن تتعامل مع تصعيد إضافي. يتعين علينا التركيز على إحلال الهدوء في قطاع غزة وهو أمر أساسي لخفض التصعيد في المنطقة”.
محادثات في واشنطن
وأجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن. وقالت الخارجية القطرية إن الطرفين استعرضا العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وناقشا آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية واستمرار دخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى آخر المستجدات في المنطقة وسبل خفض التصعيد.
وأكد بلينكن أن قطر تقوم بدور مهم في الوساطة، وأوضح أنه ناقش مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجهود المستمرة لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى هدنة موسعة، واعتبر أن الاقتراح المطروح بشأن صفقة تبادل جديدة “قوي ومقنع”، وتحدث عن توافق كبير بين الدول المعنية على قوته.
من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أهالي الأسرى بعد اللقاء الذي جمعهم مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن، أنهم أوضحوا موقفهم بأنه يجب على جميع الأطراف المعنية التوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين إلى ذويهم، كما شكروا قطر على جهودها من أجل التوصل إلى اتفاق جديد.
اجتماع وتسريبات
وفي إسرائيل، عقد مجلس الحرب جلسة في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين لمناقشة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المقترحة، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الاجتماع عقد بعد عودة رئيس الموساد ديفيد برنيع من اجتماع باريس الذي شاركت فيه إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مباحثات باريس تناولت خطة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مراحل، ونقلت عن مصدر قوله إن الحاضرين في الاجتماع ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
من جانبها، كشفت صحيفة “هآرتس” عن اقتراح وساطة “مبدئي” لم يتم تقديمه بعد إلى حركة حماس، يتضمن إطلاق سراح 35 محتجزا إسرائيليا مقابل وقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، وتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، على أن تشمل مجموعة الرهائن النساء والرجال الأكبر سنا، والمرضى أو المصابين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، لم تسمها، أن المقترح “يجري بحثه بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر”، مضيفة أنه رغم تحقيق تقدم في هذا الشأن خلال اجتماع باريس فإن “الفجوات ما بين موقفي إسرائيل وحماس لا تزال كبيرة”.
ولفتت إلى أن “إسرائيل تريد أن تترك لنفسها خيار استئناف الحرب بعد إتمام صفقة الرهائن، في حين تريد حماس وقفا طويل الأمد لإطلاق النار يتضمن ضمانات لسلامة قادتها”.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيرا في غزة، في حين تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.
وقف الحرب أولا
من جانبها، جددت حركة حماس موقفها من صفقة التبادل، وقالت إن الصفقة مرهونة بوقف الحرب على غزة وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يتعين أولا أن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس مجرد هدنة مؤقتة.
وشدد النونو على أنه حين تتوقف الحرب يمكن بحث باقي التفاصيل، بما في ذلك الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وفي بيان نشرته أمس، قالت حركة حماس إنها والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصران على أن توقف إسرائيل حربها على غزة وتسحب قواتها من القطاع قبل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى.
هل تريد التعليق؟