أخبار

لا يملك اليمن سوى 6 أجهزة لفحص كورونا رغم تفشي الفيروس

يخوض اليمن المعركة ضد انتشار فيروس كورونا بإمكانات شحيحة للغاية، وسجل البلد المنكوب بحرب دموية متواصلة منذ خمس سنوات أول إصابة بالوباء في العاشر من إبريل/نيسان الماضي، وحتى مساء الأربعاء، سجّلت 560 إصابة، من بينها 129 وفاة في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، وتعافي 23 فقط.
وتشكك المنظمات الدولية في الأرقام الرسمية المعلنة بسبب عجز السلطات الصحية اليمنية عن اكتشاف المصابين بالوباء، مع تأكيدات بأن الأرقام الحقيقية أضعاف المعلن، إذ إن أجهزة الفحص المحدودة العدد التي لا تتوفر سوى في 6 مدن رئيسية.
وترفض السلطات الصحية التابعة للحوثيين الإفصاح عن حقيقة الوضع الصحي في العاصمة صنعاء، ومناطق سيطرة الجماعة، كما تتهم الأمم المتحدة بالتهويل، وتقول إنها لن تكشف الأرقام حفاظا على مناعة المجتمع.
ووفقا لتقارير بحثية، فقد تجاوز عدد الوفيات غير المعلنة في مدينة عدن وحدها أكثر من 200 وفاة، فيما يقدر العدد في صنعاء بـ400 وفاة من إجمالي 1300 إصابة.
وأكدت مصادر بوزارة الصحة في عدن، لـ”العربي الجديد”، أن أرقام الضحايا تزايدت خلال الأسبوعين الأخيرين بشكل لافت بعد وصول الوباء إلى أرياف محافظات لحج والضالع وتعز وأبين، واشتكت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها من تدخلات المجلس الانتقالي الجنوبي في سلطات الوزارة، وإرغام اللجنة الوطنية للطوارئ، ومنظمة “أطباء بلا حدود” على عدم الكشف عن الأرقام الحقيقية. “الأخبار تتوالى عن تسجيل عشرات الوفيات في الأرياف بسبب أعراض الإصابة بفيروس كورونا من دون الكشف عنها، أو تضمينها في قائمة الضحايا المعلنة”.
وأوضحت المصادر الطبية: “اليمن يمتلك 6 أجهزة فحص “PCR” فقط، وتم توزيعها على المدن الرئيسية في عدن وصنعاء وتعز وحضرموت والحديدة وسقطرى، وتقوم مختبرات الفحص الرئيسية بتغطية العجز بالمحافظات المجاورة، كما أن هناك عجزاً شديداً في محاليل الفحوص الخاصة بفيروس كورونا، وتم إجراء 2800 فحص فقط خلال الشهرين الماضيين، والمحاليل نفدت في حضرموت، وهناك وعود من منظمات دولية بتوفير 50 ألف عيّنة فحص خلال الأيام القادمة”.
وأكد عاملون في المختبر المركزي بمدينة تعز، لـ”العربي الجديد”، أن “إجمالي الفحوص اليومية للحالات المشتبه في إصابتها لا تتجاوز 25 فحصا، وتظهر نتائج أكثر من ثلثها إصابات، وتعز وحدها بحاجة إلى إجراء 500 فحص على الأقل يوميا”.

وعلى الرغم من تفشي الفيروس في جميع المحافظات اليمنية باستثناء سقطرى، تخشى الحكومة من وصول الإصابات إلى المعتقلات الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء.
وكشف وزير الإعلام، معمر الإرياني، الأربعاء، عن تسجيل إصابة لأحد المعتقلين، ووصف في سلسلة تغريدات على “تويتر” الأمر بـ”التطور الخطير الذي يشكل تهديدا حقيقيا لحياة وسلامة المئات من الشخصيات الوطنية والإعلاميين والناشطين في معتقلات مليشيا الحوثي”، داعيا الأمم المتحدة إلى الضغط لإنجاز تبادل للأسرى والمعتقلين.


وأقر وزير الصحة اليمني، ناصر باعوم، الأربعاء، بعجز الحكومة عن محاربة كورونا، وقال في كلمة أمام اجتماع افتراضي لوزراء الصحة العرب، إن بلاده لا تملك سوى “6 أجهزة فحص، و17 جهاز أشعة مقطعية، فضلا عن 500 جهاز تنفس صناعي، وأن نحو 30 مليون نسمة، لا يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا فحسب، بل 5 فيروسات أخرى هي الملاريا وحمى الضنك والتشيكنجونيا والكوليرا والتيفوئيد”.
وأصابت الحُميات آلاف السكان في عدن وتعز خلال الأسابيع الماضي، وفي محاولة للتعايش مع الأمر، يُرجع الأهالي الأعراض التي تصيبهم إلى فيروسات أخرى غير كورونا، ويقولون إنهم يتعافون بعد أيام من الإصابة من دون الذهاب إلى المرافق الصحية.
وتتزايد المخاوف من موجة تفشي أكبر خلال الأيام القادمة مع عودة مئات العالقين بالخارج، فبعد استقبال 3 رحلات من العالقين في الأردن، أعلنت السلطات اليمنية، الأربعاء، وصول أول دفعة من العالقين في مصر، إلى مطار سيئون، وضمت 170 شخصا تم إخضاعهم للفحص للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.

هل تريد التعليق؟