أخبار

مندوب ليبيا بالأمم المتحدة: نرفض مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي

أكد مندوب ليبيا في الأمم المتحدة طاهر السني، خلال جلسة رفيعة لمجلس الأمن يوم الأربعاء، رفض بلاده مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا، في وقت عبّر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه العميق من تطورات الوضع في البلاد.

وقال السني خلال كلمته التي ألقاها عبر الفيديو “نرفض مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا”، مؤكداً أن “توقيع اتفاق تعاون مع أي دولة يدخل في إطار سيادتنا وليس تدخلاً خارجياً”.

كذلك شدد المندوب الليبي على رفض بلاده “المبادرات الأحادية التي تصنع من قبل أطراف دولية لدعم طرف بعينه”، مشيراً إلى أن الحوار السياسي “ينبغي أن يوسع ويشمل أحزابا وشخصيات من كل مناطق ليبيا”.

ولفت إلى أنه “سنحاكم كل المتورطين في وقف إنتاج النفط وتهديد اقتصاد ليبيا وثروتها”.

وترأس الجلسة الرفيعة لمجلس الأمن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، التي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي.

كما حضر الجلسة، التي عقدت على مستوى وزاري، ممثلون عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ودول أخرى في المنطقة، بمن فيهم وزراء خارجية قطر والجزائر والإمارات ومصر وتونس والمغرب وإيطاليا واليونان وتركيا.

ولفت غوتيريس خلال كلمته الانتباه إلى أن اجتماع اليوم يأتي بعد ستة أشهر من مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، مبيناً أن الاجتماع يجمع أعضاء مجلس الأمن مع المشاركين في عملية برلين ويتيح الفرصة مجددا لإعادة الالتزام بالمبادئ المتفق عليها في برلين، والتي تم تثبيتها في قرار مجلس الأمن رقم 2510 (2020).

وقال غوتيريس “إن الوقت ليس في صالحنا في ليبيا. لقد دخل الصراع مرحلة جديدة حيث وصل التدخل الأجنبي إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك توريد المعدات العسكرية المتطورة وأعداد المرتزقة المشاركين في القتال.”.

وعبر الأمين العام عن “قلق الأمم المتحدة بشأن الحشد العسكري المثير للقلق، والمستوى العالي من التدخل الأجنبي المباشر في النزاع، مما ينتهك وبشكل فاضح حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والالتزامات التي تعهدت بها الدول الأعضاء في برلين”.

وأشار إلى المباحثات الجارية بقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإيجاد سبل لتخفيف التصعيد، بما في ذلك احتمال إنشاء منطقة منزوعة السلاح، بغية التوصل إلى حل تفاوضي وتفادي الخسائر البشرية.

وتحدث غوتيريس عن بعض التطورات الإيجابية على الأرض، مؤكدا في الوقت ذاته هشاشه الوضع.

وقال في هذا الصدد “لاحظنا انفراجاً فيما يخص الحالة السياسية في شرق ليبيا وبعض التحركات وهذا مؤشر لدعم متجدد لحل سياسي للصراع”.

 وأشار في هذا السياق إلى كل من مبادرة 23 مايو التي أطلقها رئيس مجلس نواب برلمان طبرق عقيلة صالح، وإعلان القاهرة في السادس من يونيو، وإلى دعوة حكومة الوفاق الوطني إلى عقد انتخابات وطنية كحل للأزمة.تقارير عربية

الأمم المتحدة تنشط قضائياً في ليبيا.. أي مصير ينتظر حفتر؟

لكنه لفت الانتباه إلى أن هذه الانفراجات هشة، نظراً إلى مواقف الأطراف التي تحكمها التطورات العسكرية على الأرض وداعميها الخارجيين.

وأشار كذلك إلى أن تلك التطورات العسكرية اضطرت الأطراف إلى استئناف محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 لمواصلة المناقشات حول مشروع اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمته بعثة الأمم المتحدة في جنيف في فبراير/ شباط.

وأكد أن الطرفين أعادا التأكيد على نقاط التوافق الرئيسية بين الطرفين التي تم الاتفاق حولها سابقا. ولفت غوتيريس إلى أن المحادثات الجارية تركز على عدد من الأمور، من بينها: خروج المرتزقة الأجانب؛ تعاون بين المؤسسات العسكرية والأمنية في جميع أنحاء البلاد لمكافحة الإرهاب؛ نزع سلاح الجماعات المسلحة في جميع أنحاء ليبيا وتسريحها؛ وآليات محتملة لوقف إطلاق النار تعكس الواقع الجديد على الأرض.شمال أفريقيا

لافروف: حفتر مستعد لتوقيع وقف إطلاق نار في ليبيا

من يخلف سلامة؟

إلى ذلك، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن ضرورة أن يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق واختيار ممثل للأمين العام لليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال من منصبه قبل قرابة الأربعة أشهر.

ويذكر في هذا السياق أن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول الرئيسية التي تعيق اختيار ممثل للأمين العام في ليبيا واعترضت على اختيار غوتيريس وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لمعامرة لهذا المنصب.

وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”العربي الجديد” في نيويورك فإن الطرف الأميركي يرغب بأن يكون خليفة سلامة رئيسا أو وزيرا سابقا من أوروبا، في حين يؤكد الاتحاد الأفريقي ضرورة أن يكون من المنطقة وحتى القارة الأفريقية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، رداً على أسئلة لـ”العربي الجديد” في نيويورك حول عدم تسمية غوتيريس الدول التي تعيق جهوده في حديثه أمام مجلس الأمن “الأمين العام رجل دبلوماسي كذلك ويستخدم لغة دبلوماسية يمكن بسهولة تفسيرها. ويمكن الملاحظة أنه في حديثه لمجلس الأمن طلب منه أن يحل قضية عدم اختيار ممثل خاص به ومن الواضح أن الأمر يتعلق بمجلس الأمن، وعلى الدول الأعضاء فيه أن تتوصل إلى اتفاق فيما بينها حول الموضوع. نأمل أن يصلوا إلى حل قريبا”.

دوجاريك يرد على أسئلة “العربي الجديد” حول عدم تسمية غوتيريس الدول التي تعيق جهوده لتعيين مبعوث إلى ليبيا

من جهته، تحدث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن مرور ستة أشهر منذ مؤتمر برلين. وقال إن القتال استمر وكذلك توريد الأسلحة إلى ليبيا، وهو ما يخالف الحظر. وناشد ماس جميع الدول الحاضرة بالتوقف عن توريد الأسلحة والمقاتلين الأجانب.

 وأكد الوزير الألماني ضرورة أن تدعم الدول مساعي الأمم المتحدة وأن يتم دعم محادثات 5+5 دون شروط مسبقة.

أما وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني، جيمس كليفيرلي، فقال إن بلاده تدين استمرار توريد الأسلحة لليبيا من قبل نفس الدول التي التزمت مرارا وتكرارا بعدم فعل ذلك وحضرت مؤتمر برلين.

وعبر كليفيرلي عن قلق بلاده كذلك من مخلفات الأسلحة والألغام التي تركتها قوات الجنرال خليفة حفتر وراءها بعد الانسحاب.

 واتهم السفير الروسي، فيسالي نبنزيا، حكومة الوفاق بعدم الدخول بمحادثات جدية بعد تحقيقها انتصارات على الأرض. وفيما يخص الانتقادات التي وجهها عدد من الدول إلى روسيا ووجود مرتزقة روس في ليبيا، ادعى السفير الروسي عدم وجود مرتزقة روس في ليبيا وأن الحديث عن شركات عسكرية خاصة روسية “غير صحيح”.

هل تريد التعليق؟