قال الناطق باسم عملية تحرير سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه إن الأوضاع الميدانية مستقرة غربي مدينة سرت، وإنهم في انتظار التحركات السياسية لدخولها سلميا.
وأضاف دراه في تسجيل مصور، أن قوات حكومة الوفاق الوطني تنتظر الحل السياسي للدخول إلى سرت دون حرب، ملوحا باستئناف العمليات العسكرية ضد قوات حفتر في حال فشل التوصل لحل سلمي.
وأشار دراه إلى أنهم يتمنون تحرير سرت سلميا كما حدث في الوطية وترهونة حتى نتجنب إراقة دماء الليبيين، ولا يتم تدمير المدينة للمرة الثالثة، حيث دمرت في 2011، ودمرت في البنيان المرصوص عندما حررت من تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني محمد قنونو قال إن قواته تتقدم باتجاه الشرق، وإنها ترابط على مشارف مدينة سرت بانتظار التعليمات للبدء في عملية “دروب النصر” العسكرية، كما قال إن حكومة الوفاق هي من تحدد الخطوط الحمراء.
من جهتها أوضحت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) في وقت سابق أن لديها صورا جوية تظهر قوات ومعدات فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية في سرت، مشيرة إلى أن روسيا زودت هذه القوات بطائرات مقاتلة ومدرعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي وإمدادات.
أميركا وحفتر
وفي سياق الموقف الأميركي، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن واشنطن هددت اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بعقوبات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تأمل أن تجبر العقوبات حفتر على قطع علاقاته مع روسيا والتفاهم مع خصومه في طرابلس.
وعزت الصحيفة سبب العقوبات وفق المصادر ذاتها إلى خضوع حفتر للنفوذ الروسي ورفضه السماح بإعادة تصدير النفط الليبي.
ونوهت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحقق في ما وصفته المصادر بالروابط العميقة بين حفتر والمرتزقة الروس.اعلان
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من تحويل المرتزقة الروس اهتمامهم نحو السيطرة على صناعة النفط في ليبيا.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن متحدثة باسم الخارجية الأميركية رفضها عسكرة قطاع الطاقة الليبي وإخضاع البنية التحتية للمصالح الأجنبية.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى إن اللواء الليبي المتقاعد يمتلك وفق السجلات الأميركية مزرعة ومساكن في ولاية فرجينيا الأميركية تقارب قيمتها ربع مليون دولار.
مساع مغربية
في تلك الأثناء، وصل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إلى العاصمة المغربية الرباط تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي لحبيب المالكي لبحث الأزمة الليبية.
وسبق ذلك وصول رئيس البرلمان المنعقد في طبرق عقيلة صالح إلى الرباط بدعوة من رئيس البرلمان المغربي أيضا، ويشير تزامن الزيارتين إلى أن هناك مساعي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين في وقت تشهد فيه عواصم عدة مشاورات بشأن الأزمة الليبية.
وقال المستشار الإعلامي لعقيلة صالح إنه سيناقش في المغرب الأزمة الليبية وسبل إيجاد حلول لها.تشغيل الفيديو
وينظر إلى هذه الزيارة على أنها عودة للوساطة المغربية بين الطرفين، ويرى مراقبون أن المغرب يفضل دائما الدبلوماسية الهادئة، ويتوقعون أنه أعد لتزامن وجود خالد المشري وعقيلة صالح في الرباط منذ فترة طويلة.
ويذكر في هذا السياق اتفاق الصخيرات الذي توصل إليه الليبيون في المدينة المغربية عام 2015 بعد لقاءات ماراثونية، وسمح ذلك الاتفاق بتشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، وبالتمديد لمجلس النواب وإنشاء مجلس أعلى للدولة، وهي المؤسسات التي سمحت بحفاظ ليبيا على حد أدنى من النظام رغم ما شهدته في السنوات الأخيرة من مواجهات عسكرية واضطرابات سياسية.
وقد ظل المغرب يؤكد بشكل متواصل تمسكه باتفاق الصخيرات السياسي كمرجعية أساسية لمعالجة النزاع المسلح في ليبيا.
لكن أطرافا أخرى -على رأسها الإمارات ومصر- سعت للإطاحة بهذا الاتفاق، وشجعت اللواء المتقاعد خليفة حفتر على خرق بنوده والتنكر للمؤسسات التي انبثقت منه.
ويلفت مراقبون الانتباه إلى غياب حفتر عن هذه التحركات، والذي يبدو أنه خسر دعم مؤيديه بخسارته الغرب الليبي، خاصة أنه في المبادرات التي سبقت هزائم الغرب الليبي كان هو المخاطب الرئيسي، خصوصا في عواصم داعميه.
هل تريد التعليق؟