أخبار

وساطة أردنية بين مصر وتركيا

كشفت مصادر مصرية خاصة لـ”العربي الجديد”، عن وساطة أردنية بين مصر وتركيا لتخفيف حدة الصدام بينهما، والحدّ من التصريحات العدائية والاستفزازية من الجانبين، وعدم وقوع احتكاك بين الطرفين في ليبيا. وأوضحت المصادر، أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الأردن في 19 يوليو/تموز، كانت بدعوة خاصة من عمّان، لبدء الوساطة، مؤكدة في الوقت ذاته بروز نتائج إيجابية أعقبت الدور الأردني. ورجّحت المصادر أن تكون التصريحات الصادرة عن أطراف مصرية وتركية، بشأن عدم الرغبة في وقوع مصادمات عنيفة بين جيشي البلدين على الأراضي الليبية، وكون محاولات تسخين الموقف بين الجانبين من أطراف إقليمية “هدفه القضاء على اثنتين من القوى الإسلامية الكبرى” بحسب وصفها، ضمن نتائج الوساطة الأردنية. في موازاة ذلك، تصاعدت أصوات مصرية داعية لمنع وقوع اشتباك بين مصر وتركيا، فقال الكاتب، المحلل السياسي أحمد المسلماني، المقرّب من الدوائر الأمنية المصرية، إن وسائل إعلام أجنبية ومراصد بحثية تتمنى نشوب حرب بين مصر وتركيا تبدأ في ليبيا ولا تنتهي في شرق المتوسط، لافتاً إلى أن هذه الحرب لا يجب أن تقع بأي حال من الأحوال. وأضاف خلال برنامجه “علم السياسة”، المُذاع على منصة “يوتيوب”، مساء الخميس الماضي، أن “حرب بين قوتين إقليميتين عظيمتين كتركيا ومصر لا يستطيع أحد التنبؤ بنهايتها، على غرار الحرب الأميركية الأفغانية والعراقية التي لم تنتهِ”، مضيفاً أن “خسارة هذه الأمة والشرق الأوسط وشعوبه تكمن في إنهاك الطرفين المصري والتركي”. وشدّد على أن مصر منتبهة لذلك، مع تأكيدها بأن جيشها يدافع ولا يهاجم، بينما (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان متورط في هجوم لا يعرف مداه ويخالف العقيدة التركية التي تتجنب الصراعات في المنطقة، بحسب تعبيره.

أردوغان: دعم جهاز الاستخبارات التركية أوقف تقدم حفتر  

من جهة أخرى كشف مصدر مقرّب من اللجنة المعنية بالملف الليبي، عن خلافات حادة بين مصر وروسيا، بسبب سير الأوضاع في ليبيا، قائلاً إن “هناك حالة من الاحتقان لدى القاهرة، بسبب الدور الروسي”. وأضاف أن “التصرفات الروسية ليست تصرف حليف، كما يحلو للمسؤولين الروس وصف العلاقات المصرية الروسية أخيراً، تحديداً في ليبيا”. واعتبر أن “التصرفات الروسية في ليبيا تشير إلى أنها لا تسعى سوى لتعظيم مكاسبها وتواجدها في ليبيا، من دون النظر لأي مصالح سواء لمصر أو لأطراف أخرى بخلاف تركيا”، مؤكداً أن “التنسيق الروسي التركي هو الأقوى في الملف الليبي، وما يبدو من تباينات بين الطرفين تطفو على السطح، هي في النهاية من قبيل خلافات المتقاسمين، والتي سرعان ما تنتهي بحصول كل منهما على ما يريد”. ورأى المصدر أن “روسيا تتظاهر بالتنسيق مع مصر، لكن أجندتها بشأن ليبيا في النهاية تتضمن مناطق مظلمة ترفض التطرق إليها، وكافة التصرفات تشير إلى أنها تزيح أعداء تركيا لصالح اتفاقات ثنائية بينهما في مواجهة أوروبا”، مشدّداً على أن “هناك تنسيقاً واسعاً بشأن شكل المناطق النفطية بين تركيا وروسيا في المستقبل، وتوسيع الشراكة بينهما لإدارة منابع النفط والغاز الليبي”. وأوضح أن من أسباب الغضب المصري من الروس، هو استشعار القاهرة من تفضيل موسكو للتعامل مع الجزائر بشأن الملف الليبي، وتعظيم دورها في هذا السياق، على حساب الدور المصري، مشيرة إلى أن هناك مخاوف لدى مصر، من تشكيل تحالف جزائري تركي روسي يُنهي الدور المصري تماماً. ورأى أنه حال حصل التنسيق بين أنقرة وموسكو بشأن سرت والجفرة، سيكون من المستحيل على الجانب المصري التدخل العسكري، بأي شكل من الأشكال، لأنه كان هناك تعويل واضح على الدور الروسي، في حال تجاوزت أنقرة وحكومة الوفاق الخط الأحمر الذي حدده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال تفقده قوات المنطقة الغربية في 20 يونيو/حزيران الماضي، وهو “سرت الجفرة”. من جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية غربية تقارير أمنية حديثة مفادها مواصلة الإمارات تحركاتها الواسعة في سورية، بشأن تجنيد مرتزقة للقتال في ليبيا، إلى جانب مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لافتة إلى عرض تقرير على المؤسسات الأمنية بالاتحاد الأوروبي، رصد إتمام الإمارات عبْر وسطاء لها في سورية، عمليات تجنيد لـ1500 سوري، غالبيتهم شاركوا في عمليات قتالية إلى جانب قوات نظام بشار الأسد في وقت سابق.

التنسيق الروسي التركي هو الأقوى في الملف الليبي

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، إن الدعم المعلوماتي والعملياتي الذي وفره جهاز الاستخبارات التركي في ليبيا، غيّر قواعد اللعبة وأسهم في وقف تقدم حفتر. وأضاف أردوغان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح مبنى جهاز الاستخبارات الجديد في مدينة إسطنبول، أنه بفضل تعاظم تأثير الاستخبارات الخارجية، بدأت تركيا تحتل مكانتها في كافة المحافل كقوة إقليمية وعالمية. وخلص إلى القول “المكاسب التي حققناها في مناطق الاشتباكات، تعزز قوتنا على طاولة المفاوضات وتمنحنا قوة الدفاع عن مصالح شعبنا”. إلى ذلك، لا تزال الزيارة التي قام بها الكاتب الفرنسي، برنارد ليفي، إلى غرب ليبيا، تثير ردود فعل منددة ومطالبات بالتحقيق. وبعدما أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، أول من أمس السبت، عن “استغرابه للسماح” بدخول ليفي المثير للجدل إلى مصراتة، وطلب تحقيقاً في الزيارة والجهة الداعية إليها، أعلنت حكومة “الوفاق” الليبية بعدها بساعات، أنها تحقق في الزيارة، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يُدان.

هل تريد التعليق؟