وطلب الجيش اللبناني من سكان القرى والبلدات الحدودية تأجيل عودتهم إلى منازلهم لحين انسحاب الجيش الإسرائيلي من هناك، لكن سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب وحتى الأثاث تدفقت منذ صباح الأربعاء باتجاه الجنوب عبر مدينة صور الساحلية جنوب لبنان، والتي تعرضت لقصف عنيف في الأيام الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.
ولوّحت بعض السيارات بالأعلام اللبنانية وأطلقت سيارات أخرى الأبواق وشوهدت امرأة وهي تشير بعلامة النصر وسط بدء عودة الناس إلى ديارهم.
وصار الكثير من القرى التي من المحتمل أن يعود إليها الناس مدمرا، لكن بعض الأسر النازحة قالت إنها تستأجر مساكن بديلة مما يشكّل ضغطا ماليا عليها، وتأمل في تجنب دفع الإيجار لشهر آخر.
وقال الجيش اللبناني، في بيان اليوم، إن الوحدات العسكرية المعنية تنتقل من مناطق عدة إلى جنوب الليطاني، وستتمركز في المواقع المحددة لها لبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
ويمهّد الاتفاق الطريق لإنهاء قتال عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي، ويمثل الاتفاق انتصارا نادرا للمساعي الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة في أواخر أيام إدارة الرئيس جو بايدن.
ونفّذت إسرائيل ضربات عنيفة على جنوب البلاد خلال الحرب مع حزب الله، كما شمل القصف الإسرائيلي بلدات ومدنا في شرق البلاد، وفي الضاحية الجنوبية لبيروت المعروفة بهيمنة حزب الله عليها.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن قواته أطلقت النار على عدة مركبات كان يستقلها مشتبه بهم لمنعهم من الوصول إلى منطقة محظورة في الأراضي اللبنانية، وإن المشتبه بهم ابتعدوا، ولم تظهر مؤشرات على أن تلك الواقعة تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات للجيش “بالتصرف بحزم وبلا هوادة” إذا حدث ذلك مرة أخرى.
وفي هذا الإطار نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤول إسرائيلي إنهم سجلوا عدة حالات اقترب فيها مشتبه بهم من الجيش الإسرائيلي، الذي رد بنيران تحذيرية، مشيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية تقوم بدوريات فوق لبنان والقوات البرية متمركزة بالداخل اللبناني ومستعدة لأي انتهاك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 4 مشتبهين بهم اقتربوا من مواقعه في جنوب لبنان ويتم استجوابهم، مضيفا أن قواته لا تزال منتشرة في مواقعها بجنوب لبنان، وستتعامل بحزم مع أي انتهاك، وأكد كذلك على منع التنقل جنوب نهر الليطاني اعتبارا من الساعة 5 مساء اليوم الأربعاء حتى 7 من صباح غد الخميس، وفق التوقيت المحلي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن مهمة الفرقاطة “لودفيغسهافن” الرئيسية هي منع وصول الأسلحة إلى حزب الله.
من جهته، لم يعلّق حزب الله رسميا على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة تلفزيونية لبنانية إن حزب الله يدعم بسط الدولة اللبنانية سلطتها، لكنه في الوقت نفسه سيخرج من الحرب وهو أقوى.
هل تريد التعليق؟