مقالات

آن الأوان لطرد سفير النظام السوري

توجد مصالح حتمت بقاء سفير النظام السوري في عمان إلى اليوم. بحسابات المبادئ والأخلاق كان لا بد أن يرحل مع تبني النظام للمجازر البشعة بحق أبناء شعبه في حوران ابتداء. ليس لأنهم امتداد طبيعي لنا عشائريا وجغرافيا بل لأن العلاقة مع مجرم بحق الناس  حتى لو في أميركا الجنوبية لا تشرفنا. ولذا نطالب ولا نكف عن المطالبة بطرد سفير دولة العدوان الصهيوني. فالمنطق الأخلاقي والإنساني لا يتجزأ. “فمن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا”.
اليوم وهو يرتكب مجزرة حمص، ومنهم بنو خالد أبناء العمومة الأقربين أيضا، يفقد المقومات الأخلاقية والمصلحية معنا. نظام دموي في حال احتضار والشعب السوري لا يقبل بأقل من الموقف التونسي العظيم الذي عبر رغم بعد الشقة الجغرافية أن تونس تظل الأقرب إلى القلب.
ليس لأن روسيا تبيع وتشتري في اللحظات الأخيرة اقتناصا للسعر الأفضل بل لأن من المشرف الوقوف مع هذا الشعب الشجاع الذي يقف وحيدا في مواجهة الجزار.
في الأردن تكتسب السفارة السورية والسفير خصوصية، فالسفير بهجت سليمان كان مسؤول الأمن الداخلي في المخابرات السورية، وهو قبل كل شيء مسؤول عن مصير أكثر من مئتي معتقل ومعتقلة أردنيين في السجون السورية، منهم من فقد ولا يعلم عنه شيئا. وهؤلاء تهمهم كانت بين التعامل مع المخابرات الأردنية أو الانتساب للإخوان المسلمين، أو حركة فتح أو البعث العراقي. والمطلوب قبل أن يطرد السفير أن يبلغنا عن أخبارهم ومصائرهم وقبورهم إن كان ثمة قبور.
السفارة السورية لعبت تاريخيا دورا تآمريا، من اغتيال هزاع المجالي وصولا إلى محاولات اغتيال الملك حسين ومضر بدران إلى اغتيال المعارض السوري نسيب البكري في شوارع عمان.
وهي اليوم تقوم بدور علني في “التشبيح” وممارسة التهديد والترويع للمعارضين السوريين والاختراق الأمني والسياسي.
لا نكرر ما يقوله البيت الأبيض قبل أسبوع، بأن نظام بشار ساقط لا محالة وإنما نكرر ما قلناه منذ سالت دماء محمد درة سورية حمزة الخطيب، يوم كانت أميركا وغيرها يراهنون على إمكانية إصلاح النظام السوري.
لا مكان لسفارة النظام المجرم ولتفتح مكانها سفارة المجلس الوطني السوري، المفروض كان أن تغلق قبل ثلاثين عاما يوم مجزرة حماة الأولى. 

هل تريد التعليق؟