يطلب من حكومة حماس في غزة تدريس الهولوكوست، فالأمم المتحدة كان يمكن أن تطلب ذلك من دول أقامت معاهدة سلام مع الإسرائيليين مثل مصر والأردن، لا من غزة التي لم تجف دماؤها في هولوكوستها المقيم . إلا أن ردة فعل حماس بإنكار الهولوكوست فوت~ فرصة لتعرية المجرم الصهيوني الذي تحول من ضحية إلى جلاد وكرر ما حاق به بالفلسطينين. <br/> <br/>وفي الوقت الذي رفضت فيه حماس تدريس الهلوكوست، وهو جريمة بعيدة عن أرضهم كانت دولة الاحتلال ترفض تدريس تاريخ النكبة للفلسطينيين في 48 وتصر عليهم أن يحتفلوا بها باعتبارها عيدا للاستقلال. يحتفلون وهم يشاهدون جريمة سلب الأرض وتشريد الأهل وقتلهم. <br/> <br/> <br/> <br/>من السماجة أن يدرس الفلسطينيون الهلوكوست، فتلك جريمة غريبة عن الثقافة العربية والإسلامية، وهي نتاج ثقافة غربية تؤمن بالتفوق على أساس عنصري وتحتقر الآخر سواء كان يهوديا أم غجريا أم عربيا. وفي الهلوكست آوى مسلمو البلقان اليهود من خوف، وهم نفسهم كانوا عرضة لهولكوست آخر على يد الصرب. <br/> <br/>قال عبد الرحمن الجمال رئيسة لجنة التعليم في قطاع غزة لبي بي سي إن الهولوكوست “أكذوبة كبيرة”. وأضاف أن تدريس الهولوكوست معناه “تقديم خدمة كبيرة” لاسرائيل. وطلبت الامم المتحدة التي تدير المدارس في قطاع غزة حديثا رأي الجماعات المحلية بشأن ما اذا كان يمكن تدريس الهولوكوست. وقال عبد الرحمن الجمال لبي بي سي إنه يتعين على الأمم المتحدة بدلا من ذلك تدريس “النكبة” للتلاميذ الفلسطينيين. <br/> <br/>من حق الفلسطينيين أن يرفضوا نصائح الأمم المتحدة التي تعكس فجاجة أو غباء مستشاريها الذين لا يراعون حساسية ومعاناة الضحايا الفلسطينيين. ومن حق فلسطينيي 48 أن يطالبوا بتعليم تاريخ النكبة ليس لهم وإنما للصهيانة الذين ينعمون بالأرض التي سلبوها. فذلك يخدم القضية، وجزء من صراع مديد مع الاحتلال الثقيل. <br/> <br/>ما لا يخدم القضية هو إنكار الهولوكوست ووصفه بـ” الأكذوبة الكبيرة”، وهي مسألة عصية على الفهم، فالرأي السائد في الأوساط العلمية والثقافية والسياسية في الغرب، أي الجناة الذين ارتكبوا المحرقة يثبتها ويخجل منها ويعيش عقدة ذنب بسبها، وكانت تلك الجريمة سببا أساسيا في قيام دولة الاحتلال، فالغرب أراد أنصاف الضحايا اليهود على حسابنا ومكنهم من تكرار الجريمة على أرضنا. <br/> <br/>في متحف الهولوكوست في فلسطين المحتلة تنتصب صورة كبيرة للحاج أمين الحسيني مع زعيم النازية هتلر، الصهاينة يريدون بأي شكل ربط الفلسطينيين بتلك الجريمة التي تؤرق الضمير الغربي إلى اليوم. وهي تعبر عن احتراف في التزوير والأصل أن توضع صور كل من زاروا ألمانيا والتقوا زعيمها. يخدم التزوير ذلك الإصرار العجيب على إنكار المحرقة، ليس من الفلسطينيين أو الإسلاميين وإنما من عموم الأوساط الثقافية والسياسية في العالم العربي والإسلامي. والأصل عندنا الإنكار وقلة التي تتعامل معها باعتبارها واقعة تاريخية. <br/> <br/> ليس صوابا الارتجاف أمام العدو الصهيوني وتمرير روايته حول الهولوكوست كما هي، الصواب أن تدرس مناهج حقوق الإنسان ويعرف الطالب الفرق بين القتال المشروع والجرائم ضد الإنسانية، فالإبادة هي الإبادة سواء مورست ضد اليهود في أوروبا أم ضد الغجر أم ضد المثليين وهو ما فعله هتلر، أو ما مارسه المهاجرون الأوروبيون بحق السكان الأصليين في أميركا، أو ما تعرض له مسلمو الأندلس ويهودها من محاكم تفتيش أنهت وجودهم تماما، أو ما حاق بالشيشان على يد الروس. الجريمة جريمة بغض النظر عن لون الضحية أو دينه أو قوميته. <br/> <br/>في ظل الإنكار تغدو الرواية الصهيونية للمحرقة هي السائدة والأقرب للتصديق، في حين أن إثباتها وإدانتها يفتح النقاش حول الاستغلال السياسي لها ويفتح العيون لرؤية ضحايانا. يحتاج المثقفون والساسة والعامة إلى تشغيل عقولهم كما ضمائرهم، فلو أن يهوديا واحدا قتل على يد النازي ظلما فكأنما ” قتل الناس جميعا”. والنقاش حول عدد من قتل غير إنساني. النقاش هو الاستغلال السياسي للمحرقة وتكرار الضحايا للمجزرة على أرضنا وناسنا. <br/> <br/>[email protected] <br/> <br/></p></div></h4>
هل تريد التعليق؟