انتهت القضية الفلسطينية إلى “كثافة سكانية” تحل من خلال حملات تنظيم النسل التي تنظمها جمعيات الأسرة مدعومة من اليو أس أيد ووزارت الصحة . يوزع الفائض السكاني على الأردن بشكل خاص وعلى الدول العربية وصولا إلى البرازيل. الحل الديموغرافي يواجه مشكلة بسيطة: دولة اسمها الأردن. تحل المشكلة بشطب الأردن من الوجود ( هذه نبرة أحمدي نجاد) ، ليس بسلاح نووي وإنما في وصفة “ديموقراطية” تنتهي بتحويل البلاد إلى “دولة فلسطينية”. قد تكون الفقرة السالفة تخبطات صرع ، لكنها بحسب موقع فيلكا الإسرائيلي طرح لواحد من مساعدي المرشح الجمهوري ماكين، وبحسب ما نقله موقع عمون الإلكتروني أعلن روبرت كاغان أن المرشح الرئاسي عن الجمهوريين قد تبنى بالفعل استراتيجية الخيار الأردني للتخلص من العبء الذي تشكله قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حول الأراضي في الضفة الغربية على السياسة العامة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. الخبير المعروف في الشؤون الدولية والمحسوب على الصقور المسماة “نيو كون” قال بأن السياسة الأميركية الخارجية مع جون ماكين ستأخذ منحى مباشرا للتعامل مع القضية بشكل يريح المنطقة ودولها للتفرغ بمعاونة الأميركيين لنشر الديمقراطية. <br/> <br/>ويخلص الخبير إلى أن “الأردن هو الوطن الطبيعي لملايين الفلسطينيين من سكانه وكذلك هو الحل الأمثل لقضية اللاجئين الذين ذاب أغلبهم في المجتمعات التي يقيمون فيها ولكن البقية ممن تعيش في المخيمات سيكون عليها الاختيار بين البقاء في أماكنها أو الاستيطان في الأراضي الفلسطينية شرق الأردن. وقد أثار استخدام روبرت كاغان لتعبير “الأراضي الفلسطينية شرق الأردن” وهو الخبير الأميركي المعروف بأنه كاتب استراتيجيات عدة بخصوص الدول العربية استفادت منها الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش وهو مقرب منها” . <br/> <br/>سئل الخبير هل يعني ذلك أن الضفة وغزة لن تكونا مكانا لدولة فلسطينية مستقبلية وفقا لإعلان جورج بوش العام 2003؟ فأجاب كاغان: “الأردن يضم أغلبية فلسطينية ومن الطبيعي حين نتحدث عن الديمقراطية أن تحكم الأغلبية في بلدها، وبالتالي لن يكون هناك حاجة لدولة أخرى لأنها بالفعل موجودة وهي قائمة ويمكن للعائلة الهاشمية أن تبقى في الملك إن أراد الشعب الفلسطيني ذلك، أما عن الضفة الغربية فمشكلتها بسيطة، التجمعات السكانية الإسرائيلية تبقى جزءا من دولة إسرائيل والتجمعات السكانية الفلسطينية يتم تبادل الأراضي فيما بينها وبين إسرائيل حيث هي غير قابلة للتواصل مع الدولة الفلسطينية شرق الأردن والباقي يصبح جزءا من فلسطين التي تمتد من حدود العراق إلى حدود إسرائيل”. <br/> <br/>ليس هذا بمنطق باحث، ولو من طراز رديء، هذا منطق عصابة. في التاريخ كانت وحدة الضفتين، ضفة غربية فيها القدس وفيها لاجئون ومن دون استيطان مع ضفة شرقية بلاجئين، لتعاد الأوضاع إلى ماكانت عليه وفق القانون الدولي. وسيقرر الفلسطينيون “الانفصال” عن شرق الأردن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي سيعود لها الفلسطينيون من الأميركتين وأوروبا واوستراليا والأردن ولبنان و.. هل زار الباحث مخيم عين الحلوة؟ هل زار مخيم البقعة؟ هل زار عبدون ؟ حتى المقيم في قصر منيف في عبدون يشعر بالمهانة لأنه لا يستطيع زيارة بيت جده في القدس أو يافا. <br/> <br/>لا يحل الصراع العربي الإسرائيلي بالتعامل مع الفلسطينيين بوصفهم “فائضا سكانيا” يشكل عبئا على دولة الاحتلال أو على الأردن أو على لبنان وسائر الدول المضيفة. هم بشر وأي انتقاص من إنسانيتهم يفاقم الصراع ويزيد المعاناة. والأردنيون كذلك، فلا يحق لأحد التهديد بتدمير وطنهم لحل أي مشكلة سياسية في العالم. وإن كان العالم قام ولم يقعد على تصريحات أحمدي نجاد، فالأولى أن يتحرك السفير الأردني في واشنطن للاستيضاح أولا والتثبت من صحة ما نسب للمستشار، فإن كان نفيا أراح واستراح، وإن تأكد التصريح فهذا يتطلب على الأقل عقد مؤتمر صحافي يحمّل الحزب الجمهوري مسؤولية التصريحات المهينة والعنصرية. ويواصل محاسبة مطلقها سياسيا. ولا أحد يطمح بالتلويح باستدعاء السفير الأميركي الذي يمثل حكومة يقودها الحزب الجمهوري. <br/> <br/>ملاحظة أخيرة، الفلسطينيون الذين يحملون رقما وطنيا يشكلون 43 في المئة من سكان الأردن، وقد تزيد النسبة عن الخمسين في حال حسبان كل الفلسطينيين. ولو جاء كل فلسطينيي العالم إلى الأردن فهذا لا يغير هوية الدولة. الفلسطينيون لا يهددون الأردن بل يهددون دولة محتلة شردتهم واغتصبت أرضهم تسمى “إسرائيل”. وهي مهددة وحدها بـ” القنبلة الديموغرافية”. <br/> <br/>يعلم الأميركيون جيدا أن الهواجس المتبادلة بين الأردنيين والفلسطينيين لا تصل إلى مرحلة العداء التي تربط علاقتهم بإسرائيل. وما لا يعلمونه أن هذا العداء سينسحب على الأميركيين، خصوصا في ظل تصريحات معتوهة. وهي إن صحت وتحولت سياسة مقبلة للجمهوريين إن فازوا ، ستنهي الشراكة الرسمية بين الأردن وأميركا، وستتحول إلى تخسير متبادل وفق المثل الأردني الدارج. ولدى أميركا الكثير لتخسره في المنطقة إن عادت بلدا يقع بين حبيبيها في المنطقة: النفط وإسرائيل. <br/> <br/>الغد</p></div></h4>
هل تريد التعليق؟