لا يصعب إيجاد رابط بين قافلة شريان الحياة ومحاولة تفجير الطائرة الأميركية المتجهة من أمستردام إلى ديترويت. فالمحاولة تزامنت مع منع السلطات المصرية للقافلة من دخول ميناء نويبع! بهذه الطريقة يفكر إعلام الحكومة المصرية، ولذا عنونت “الأهرام” العريقة بـ” الدور المشبوه لقافلة شريان الحياة”. بدلا من أن تفكر بطريقة عقلانية وترسل صحافيا يرصد القافلة ويحقق مع أعضائها ويمضي معهم الساعات الثقيلة التي احتجزوا فيها على أرض العريش. <br/> <br/>كان العقل الغائب الأكبر منذ وصلنا أرض العريش. فقد استقبلنا استقبال الفاتحين، ولم أصدق أن نشطاء الهلال الأحمر الذين يتبعون للسيدة الأولى في مصر يوزعون الورد الأحمر علينا، ويتبعون ذلك بوجبات ومياه صحية. لم تطل الدهشة فقد أغلق علينا المطار ومنعنا من التحرك. في القافلة التي تضم جنسيات 17 بلدا لا يوجد من يتفهم السلوك القمعي. الناس الذين تذوقوا طعم الحرية لا يطيقون طعم القيود. لا يوجد من يستجدي رجل أمن. أنتم قبضتم ثمن التأشيرة ومن حقنا أن ندخل! هذا كان المنطق الغربي. <br/> <br/>عندما لم يستجب للوساطة بدأ النشطاء يإصدار ضجيج فقط. قرع الأدوات والضرب على الكراسي، أمام هذا الاحتجاج الذي لم يكسر فيه لوح زجاج غادرت القافلة إلى فنادق العريش. وفي اليوم التالي انتقلنا إلى ميناء العريش. تبين أن الذين ركبوا البحر مع السفينة احتجزوا في الميناء يومين ولم يسمح لهم بالخروج لقضاء حاجاتهم، ومن ثم احتجزت القافلة معهم جميعا. <br/> <br/>لم يكن سهلا ولا مقبولا على من أمضى شهرا في سبيل الوصول إلى غزة أن يتحمل ساعات الاحتجاز. بدأ النشطاء بكسر باب الميناء والاعتصام خارجه. لم يدم الاعتصام طويلا وفض بالقوة، لم يهربوا أمام الهراوات والقذائف الرملية، تصدوا بشراسة واحتجزوا ثلاثة من الجنود. لم ترق تلك الشراسة لمنظمي القافلة الذين كانوا يأملون أن تظل الاحتجاجات في إطار سلمي. أصيب 55 من نشطاء القافلة وسالت دماؤهم من دون الوصول إلى غزة. بدا المشهد كاريكاتوريا؛ سيارات الإسعاف تستخدم لمعالجة المصابين من القافلة! <br/> <br/>هذه المشاهد لم تخدم مصر. ولم يفتعلها النشطاء. لو تم التعامل معهم وفق القوانين المصرية لما احتجوا. فمن يحصل على تأشيرة يدخل البلد. وفوق ذلك ثمة اتفاق مكتوب في القنصلية المصرية في العقبة. لم يلتَزم بذلك كله. <br/> <br/>التحريض على القافلة من الإعلام الرسمي المصري لم يتوقف، ومع ذلك كان الكبار والصغار في العريش يلوحون بالتحية للقافلة وما في قلوبهم أكبر. هذه مصر الحقيقية التي اكتشفتها في غضون الدور المشبوه. <br/> <br/>[email protected] <br/> <br/>الغد</p></div></h4>
هل تريد التعليق؟