نجحت الضربة الإسرائيلية للمشروع النووي الإيراني ليس في يونيو 2025 بل في يونيو 1981 قبل 45 عاما عندما ضربت مفاعل تموز العراقي وواصلت إيران حربها على العراق ولم تدرك إن ضرب العراق ضربة لها.
أقوى سلاح بيد العدو الصهيوني هو انقسام الأمة، وبغباء قوّت إيران هذا السلاح في مشروعها الطائفي الدموي في العراق وسوريا وغيرهما فخسرت الأمة ولم تكسب الطائفة.
السلاح النووي الذي يقوّض المشروع الصهيوني هو وحدة الأمة.من صفّق لطائرات العدو في 1981 يصفق لها اليوم . هذه الحكاية باختصار !!
لو إن إيران اوقفت حربها على العراق في يونيو 1981 لما تغطرست إسرائيل في يونيو 2025
كيف يمكن لعراقي نازح في مخيم بزيبز مشرد من بيته الذي تحتله جهارا نهارا كتائب حزب الله بيته في جرف الصخر ؟ وغيره آلاف لا تعرف لهم قبور او يواجهون حكم الإعدام ويقضون زهرة شبابهم بالسجون باتهامات باطلة من مخبري الحشد ؟
كيف يمكن لسوري ولد مهجّرا في مخيمات اللجوء بسبب مليشات إيران وعاد لبيته مدمرا أن يقف معها ؟
للتذكير، زار صدام حسين مدرسة أطفال قصفها الإيرانيون أثناء الحرب وسأل طلابها، من العدو ؟ أجابوا ” العدو الإيراني ” رد عليهم:
لا، عدونا هو العدو الصهيوني
والصحيح أن الإجابتين منطقيتان .
لا يمكن لطفل والده في الجبهة وتقصف مدرسته أن لا يرى العدو إيران ، لكن القيادة ترى أبعد من أطفال في الصف الدراسي .
العدو هو من شرد شعب فلسطين ولا يزال يواصل قتله منذ قرن بدعم استعماري غربي، مدعوما بانقسام وشرذمة على مستوى البلد الواحد
عودة للعراق، في غضون الحرب العراقي الإيرانية لم يوقف الكرد ، وهذه مهمة لمن يتبنون التفسير الطائفي للأحداث، حربهم على بغداد وشاركوا الإيرانيين هجماتهم، تماما كما شاركت فيها قوات “بدر ” التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة والفصائل الحاكمة في العراق اليوم !
هل وقفوا ضد بلدهم فجأة أم نتيجة تراكم سياسات خاطئة ؟
في المقابل نجحت الحركة الصهيونية في توحيد اليهود من أقصى اليسار العلماني إلى أقصى اليمين الديني في مشروعها. ولا تزال تناقش إلى اليوم إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية ! ويشاركون في الحكم ولا يجرؤ أحد على تخوينهم بسبب رفض الخدمة والتفرغ للعبادة وطلب العلم ” الشرعي ” !
الرد الإيراني الساحق ليس في موجة صواريخ تعترضها منظومات ثاد وباتريوت وحيتس
بل في مراجعة سياساتها الطائفية والتراجع عنها، وحدة الأمة هو السلاح النووي الذي يسحق المشروع الصهيوني . هنا نذكر كيف وقفت الأمة مع حزب الله في حرب تموز ، وكيف وقفت ضده في العراق وسوريا ، وكيف شكرها الجميع على دعمها لغزة وحماس.
ومع أن إيران ظلّت البلد الوحيد الذي يدعم حماس وفصائل المقاومة عسكريا إلا إن سوء تقديرها دفعها إلى تجنب خوض مواجهة شاملة مع العدو والاكتفاء بحروب الوكالة المحدودة وهو ما دفعت ثمنه اليوم
ظلوا يرددون ” لن نسمح بخروج غزة من ساحة الصراع ” منذ 7 أكتوبر فخرجوا ولم تخرج غزة !
أرفض منطق الكرد السنة والحركيين الشيعة، في موقفهم من العدوان الصهيوني على مفاعل تموز في يونيو 1981 تماما كما أرفض المنطق ذاته تجاه العدوان على إيران في يونيو 2025
والذي لن يتوقف عند حدود إيران . ستضرب دولة العدوان كل دولة في الأمة تحاول امتلاك برنامج نووي أو تمسك بزمام التطور التقني . ولذلك هي تقف بوقاحة ضد البرنامج النووي السعودي السلمي.
يخوض نظام الجمهورية الإسلامية مواجهة مع أميركا منذ 1979 ولم ترفع عنه العقوبات من وقتها بسبب موقفه من المشروع الصهيوني، وإصراره على البرنامج النووي لو قرر النظام اليوم وقف حال الحرب مع إسرائيل وووقف التخصيب فسترفع العقوبات عنه فورا !
وكثير من الإيرانيين يأملون ذلك، والمعارضة الإيرانية ترفع علم إسرائيل بجوار علم الشاه ، ويكرهون العرب ويحتقرونهم سنة وشيعة. تماما كما كان نظام الشاه الذي بدأ معه مشروع الهيمنة الفارسية .
من يمنّون النفس بسقوط نظام الجمهورية الإسلامية عليهم أن يتذكروا إن الشاه هو من احتل جزر الإمارات وهو من مارس السياسة العدوانية ضد العراق قبل الخميني .
بقيت ملاحظة أخيرة، تدرك إيران أن مقاتلي حماس واليمن السنة ( الزيدية يقولون بولاية ابن البطنين و بتعريف نظام الجمهورية سنة لا يدينون بعقائد الإمامية في الإمامة و عصمة الأئمة والغيبة و ..) هم من صمدوا في وجه العدو الصهيوني إلى اليوم، في المقابل انكسر حزب الله بسرعة قياسية و انبطحت العصائب والكتائب والنجائب في العراق بشكل أسرع ، ورهاناتها خابت من قبل ومن بعد. فالطائفية هي الوجه الآخر للصهيونية وليست عدوها . الطائفي ليس معنيا بمعركة الأمة، هو منقسم على نفسه ولو حرب إسرائيل فمعركته معها ليست أولوية.
هل تريد التعليق؟