يفسر السلوك العدواني للسياسي الهولندي المتطرف خيرت فيلدر بالاعتداءات التي تعرض لها طفلا. وعندما التقيت بالجالية المسلمة في هولندا أعجبت بردهم الحضاري على دعواته العنصرية من خلال تفهم مأساته. إذ بادروا بإرسال ألعاب الأطفال هدايا إليه، علَه يستعيد توازنه وإنسانيته المستلبة؛ فليس كل البشر يعتدون على الأطفال، ومن اعتدى عليه في طفولته ليس المسلمون بل أبناء جلدته.
التقارب بين المتطرف الهولندي والصهيونية يندرج في التحليل النفسي ذاته، فقد تحول فيلدر إلى شاذ يعشق الرجال الذين اعتدوا، تماما كما يعشق الصهاينة الغرب الذي شنع بهم في الهولوكوست. وبدلا من محاسبة المعتدي كرروا سلوكه مع الفلسطينيين. وحلوا مأساتهم على حساب شعب أعزل لا يمتلك ترسانة الغرب وقوته.
تدعو مشاركة فيلدر السياسي المعتوه ليبرمان في مؤتمر عن ” الوطن البديل” إلى السخرية. ففي عز الصعود الإسرائيلي لم يستطع جيش الاحتلال تعدي الضفة الشرقية لنهر الأردن. وليس ذلك منة وتكرما منه واكتفاء بما سلب، بل بسبب هزيمته في معركة الكرامة. واليوم تقف الطبقة السياسية الإسرائيلية “الراشدة” قياسا بليبرمان سندا للاستقرار في الأردن وسورية والضفة الغربية، لأن المولود الطبيعي للفوضى وفق الدروس اللبناني والعراقي والغزاوي هو حزب الله والقاعدة وحماس.
يتذاكى الصهاينة في استخدام لعبة الديموغرافية الفلسطينية مع الأردن، كلاعب كرة يدخل الكرة في مرمى فريقه، فهؤلاء في القانون الدولي لاجئون ونازحون لهم حق العودة إلى وطنهم. سواء تجنسوا بالجنسية الإسرائيلية (نصف سكان 48 هم لاجئون في أرضهم !) أو الأردنية أو الأسترالية. والطريف أن الصحافة الإسرائيلية تستخدم رقم 70 في المائة نسبة الفلسطينيين في الأردن، وهي تعلم أن هذه النسبة صحيحة في حال انضم كل فلسطينيي الشتات والداخل إلى الأردن.
وبهذه الحالة سيكون الفلسطينيون أكثر من الإسرائيليين أيضا!
في دولة وحدة الضفتين التي قامت على أساس استعادة الحقوق العربية في فلسطين المحتلة عام 48 كانت نسبة الفلسطينيين في الضفتين 65 في المائة، وبعد الاحتلال صارت نسبة الأردنيين من أصل فلسطيني في الضفة الشرقية مع إضافة النازحين 48 في المائة، وبعد فك الارتباط تقلصت النسبة إلى 43 في المئة.
يضاف إليهم من 5إلى 10 في المائة من أبناء قطاع غزة والذين لا يحملون الرقم الوطني وينطبق عليهم فك الارتباط.
عندما كانت نسبة الفلسطينيين 65 في المائة قالوا أنهم يريدون حقوقهم في أرضهم كما نص قرار الوحدة. ورفضوا أن يكون الأردن وطنا بديلا لهم، مع أن القدس كانت جزءا من أراضي المملكة. وإلى اليوم لم يتغير موقفهم، وهذا موقف فلسطينيي الشتات تماما كما هو موقف من فازوا أعضاء في الكنيست. على الفلسطينيين أن يهدوا فيلدر لعبة على شكل قنبلة ديموغرافية ..علَه يحل عنا. ولم يبق علينا غيره!
هل تريد التعليق؟