فوجئ شاب فلسطيني في زيارة عباس الأخيرة إلى النرويج بوجود الرئيس الفلسطيني أمامه فقام بخلع حذائه وفعل فعلة منتظر الزيدي، اعتقل الشاب لساعات وأفرج عنه لأن الحذاء لم يصب الرئيس ، الحادثة نفسها تكررت مع رئيس الوزراء سلام فياض في مخيم الدهيشة إلا أن تعامل الأجهزة الأمنية في السلطة كان مختلفا عن تعامل الشرطة النرويجية. <br/> <br/> كان ذلك قبل الموقف الكارثي غير المسبوق للقيادة الفلسطينية في التخلي عن التقرير الأممي لجولدستون الذي يمهد لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين. هؤلاء ابن المخيم وابن النرويج ليسا من حماس ولا من فتح الانتفاضة،أنهما تعبير عن جيل فلسطيني كامل ساخط على قيادة لا تتقن غير التفاوض والتنازل. <br/> <br/> الموقف من التقرير الأممي لم يكن مستغربا فهو حلقة في سلسلة لن تتوقف، وثمن التنازل التاريخي هو ” رخصة خلوي”! سيحار المؤرخون في المستقبل عندما تبلى سرائر الوثائق وينكشف كثير من المستور ( ليبرمان هدد بفضح المستور أثناء حرب غزة !) كيف تنحدر الطموحات الكبرى إلى مستوى نزوات صغيرة لرجال أعمال أغرار! <br/> <br/> لم يكن مطلوبا أن يستشهد مسؤولو السلطة بجوار أبنائهم كما سعيد صيام في حرب غزة ، ولم يكن متوقعا منهم أن يمضوا شيبتهم في السجن كما أحمد سعدات، كان في الحد الأدنى مطلوبا منهم أن يتصرفوا كما ممثلي منظمات “الإن جي أوز” الذين يتلقون تمويلا من الأميركان. سيشكرون لو تبنوا موقف “هيومن رايتس ووتش “الأميركية . <br/> <br/> الموقف الطبيعي كان التماهي مع الموقف الإسرائيلي والأميركي رغبا في رخصة الخلوي أو رهبا من تأخير صرف المستحقات ! عقيدتهم المعلنة أن العدو هو المقاومة ، أي الإرهاب سواء كانت حماس أم الجهاد أم كتائب الأقصى، والإسرائيلي سواء كان ليبرمان أم نتياهو هو شريك في المعركة. هذا معلن وبأوقح العبارات وليس كشفا لوثائق سرية. <br/> <br/> لم تعد تنطلي على الفلسطينيين حكاية لجان التحقيق, تلك لم تنجح حتى اليوم في توجيه الاتهام للقتلة الذين استشهد على أيديهم خيرة المجاهدين في أقبية الأجهزة الأمنية، فكيف ستوجه الاتهام للرئيس الفلسطيني الذي قال مندبو المنظمة أنهم يتلقون التعليمات منه، وهل يعقل أن يتخذ قرار دولي خلسة ومن دون علم الرئيس أبو المؤسسات ! جاء القرار بعد أن أحكم السيطرة على المنظمة وعلى فتح وعلى السلطة في انتخابات ” ديموقراطية “! <br/> <br/> لا يدعو الوضع للتشاؤم، فصفقة ” التشليط” على رأي الزميل عماد حجاج تزامنت مع صفقة شاليط، فالمقاومة المحاصرة المطاردة غير المعترف بها أميركيا تمكنت من منح الحرية لعشرين فتاة كن سيمتن في السجن أثناء التفاوض المديد. وبدون رخصة خلوي ثانية يواصل أبناء غزة الحياة بكرامة. وأبناء القدس تحت الاحتلال يذودون عن الأقصى ويفدونه بأرواحهم. <br/> <br/> لا ينتهي نضال الشعب الفلسطيني بتغييب تقرير دولي، فكل القرارات الدولية منذ بدء الصراع كانت الولايات المتحدة تجهضها وتغيبها، اليوم انضم شريك جديد للدولة العظمى، ومن جلدة الضحايا وينطق باسمهم ! <br/> <br/> لم يستسلم الشعب الفلسطيني ، والمنظمة ليست شركة تحت التصفية، أنها إحدى عناوين نضاله، وإن سرقت المنظمة فالنضال باق. والعالم لم يتخل عن شعب فلسطين، وفي حرب غزة تضامن العالم معها ، وما تقرير القاضي الدولي ” المؤجل” إلا صورة حقيقية لذلك التضامن، قلة تضامنت مع المجرمين سرا أثناء الحرب، وعلانية بعدها، أولئك لم يكونوا يوما فلسطينيين، أنهم تجار يريدون تكرار تجربة ” جمهوريات الموز” بلغة العصر ” جمهوريات الخلوي ” بديلا لدولة فلسطين، ولا أدري مقابل رخصة الخلوي الثالثة ماذا سيقدمون ؟ <br/> <br/>[email protected] <br/>الغد.</p></div></h4>
هل تريد التعليق؟