عدل الله بتجلّى أمامنا في الدنيا وقد نراه في الآخرة
والقاتل يذل في قبره في القرداحة، ويتحول هو وأسرته مادة للسخرية والإذلال . وشتان بين بطل واجه سجّانه حد الموت وبين من ولّى هاربا
كلاهما غادر الدنيا،مروان بطلا مظلوما مذكورا وحافظ طاغية طالما مذموما مدحورا
تذكره الأجيال اول من تصدّى لنظام البعث في ثورة جامع السلطان عام 1964 في أبريل/نيسان , اعتقل وخرج بوساطة من مفتي حماة الشيخ محمد الحامد عند أمين الحافظ .
قاد مروان عبر الطليعة المقاتلة لجماعة الإخوان المسلمين من جماعة دعوية إصلاحية، إلى حركة ثورية مسلحة ردا على انقلاب البعث وتعطيله الحياة السياسية ، وكان يرى أن الإصلاح لا يجدي مع هذه المجموعة الدموية .
قبل بدء العمل العسكري تعامل مع حافظ الأسد بأسلوبه الوحشي الإجرامي الدنيئ، وهو أسير أعزل اعتقل في يونيو/حزيران عام 1976، وقتل تعذيبا في سجون المخابرات السورية في 30 يونيو/حزيران 1975. في سجن المزة العسكري بدمشق، ودُفن في مقبرة الباب الصغير تحتحراسة أمنية مشددة.
التحول للعمل العسكري كان رد فعل طبيعي على العصابة الدموية، فالجماعة التي أسسها الدكتور مصطفى السباعي عميد كلية الشريعة شاركت في الحياة السياسية والانتخابات والحكومة والسباعي نفسه هو من كتب دستور 1950 آخر دستور سوري صدر عن مجلس تأسيسي .
بدأت الأحداث في حماة عام 1964 باحتجاجات واسعة ضد حكم حزب البعث. بعد مشاجرةبين طالبين في مدرسة عثمان الحوراني؛ حيث كتب أحدهما، المنتمي لحزب البعث، علىالسبورة عبارة “لا حكم إلا لحزب البعث”، فردّ عليه زميله بكتابة “لا حكم إلا لله”. أدى ذلك إلىاعتقال الطالب الثاني، مما أثار احتجاجات طلابية ومظاهرات في المدينة. تطورت هذهالمظاهرات إلى مواجهات مسلحة، خاصة بعد اعتصام الشيخ مروان حديد مع بعض أنصاره فيجامع السلطان. قامت القوات الحكومية بمحاصرة الجامع وقصفه بالدبابات، مما أدى إلىتدمير مئذنته ومقتل العشرات من المعتصمين والمدنيين. وتشاء الأقدار في مثل هذه الأيام من عام 1982 أن تنتهي الثورة بتدمير المدينة ، واليوم تنهض من تحت الرماد وترفع صور أبو الثورة السورية مروان حديد.
للشهيد مروان حديد ديوان شعر وأناشيد يخلد بطولات المحنة التي عاشها جيله .
ومنها قصيدته لا تحزنوا يا إخوتي إني شهيد المحنة
يا فرحتي مينيتي .. اليوم أنهي غربتي
و كرامتي بشهادتي .. هي فرحتي و مسرتي
في ظل رش الهنا .. أبغي لقاء أحبتي
معها أعيش مكرما .. و مفعما بسعادتي
و لئن صرعت فذا دمي .. يوم القيامة آيتي
الريح منه عاطر .. و لون الوردة
و كرامتي يا إخوتي .. برصاصة أو طعنة
ذكر الأحبة سلوتي .. في خلوتي و الجلوة
تقوى الإله وذلتي .. عند الصلاة طريقتي
و دوما شاكر .. أو صابر بالدموع
وسلامتي في وقفتي .. يوم الوغي بشجاعة
نصرا لديني و الدما .. بشرى بقرب شهادة
آجالنا محدودة .. و لقؤنا في الجنة
و لقاؤنا بحبيبنا .. محمد والصحبة
- وسلاحنا إيماننا .. و حياتنا في عزة
هل تريد التعليق؟