مقالات

“ذبحتونا” ليس في الجامعة وحدها!

على وقع شعارت الإصلاح السياسي تجري انتخابات الجامعة الأردنية وفق النصف المعين في أيار المقبل. رئيس الجامعة، وفي تصريحات للغد، قطع الطريق على المتفائلين بإمكانية إجراء انتخابات حقيقية من دون وصاية التعيين، يقول الدكتور عبدالرحيم الحنيطي إن الدراسة التي اجرتها الجامعة سابقا لتقويم نظام انتخابات مجلس الطلبة “انما هي مراجعة دورية ولا تعني في أي حال من الاحوال أن هناك توجها للرجوع عن تعيين نصف اعضاء المجلس”.ومع أن قرار النصف المعين في الجامعة وقبله الصوت الواحد كان لدواع أمنية تهدف لتحجيم التيار الإسلامي في الجامعات إلا أن رئيس الجامعة قدم تفسيرا مغايرا، منوها إلى “دراسة” سبقت القرار الذي يهدف إلى: ” توسيع قاعدة ومكونات المجلس، مشيرا الى ان النظام الحالي يضمن وجود ممثلين عن الطالبات في المساكن الجامعية واثنين اخرين عن الطلبة الوافدين الذين بدأت اعدادهم تزداد بشكل مطرد في الجامعات”. <br/> <br/>من المهم الاطلاع على الدراسة خصوصا أنها جرت في أرفع مؤسسة علمية في الأردن، من دون الاكتفاء بنتائجها التي ربما تسهم في الإصلاح السياسي في البلاد عموما. فالطالبة في السكن الجامعي مكون مختلف عن زميلتها التي تسكن في بيت أهلها، والطالب الكويتي الوافد مختلف عن زميله الأردني. هنا لا يوضح الرئيس لنا إشكالية الطلاب الوافدين المنتخبين، في الكويت مثلا اتحاد الطلبة حتى في الخارج منتخب؛ فهل سيعين منتخبين من بني جنسيتهم أم سيعين غير منتخبين؟! <br/> <br/>فعلا “ذبحتونا”، وهو شعار معبر اختاره الطلاب المحتجون، بجسب تقرير الزميلة نادين النمري، وتهدف الحركة الى “تعزيز الحريات الطلابية وإلغاء قرار التعيين في مجلس الطلبة بالجامعة الاردنية وكافة تعليمات المجلس الأخرى لعام 2000، وإلغاء الصوت الواحد في انتخابات مجالس الطلبة الى جانب منح الطلبة حرية العمل الطلابي والوطني في الجامعات”. خلافي مع حركة “ذبحتونا” أن الأمر لا يخص الجامعة الأردنية وحدها، ففي “الغد” ينقل مراسلنا في الشمال عن “كلنا الأردن”: “وأكدوا ضرورة ترسيخ مفهوم كلنا الأردن بصورته الحية الحقيقية بعيداً عن أي أجندة خاصة فردية أو خارجية، وممارسته في ميادين الحياة وفي سلوكياتنا وتصرفاتنا كافة، والعمل على تعميق الانتماء والولاء من خلال التنمية الاجتماعية قبل التنمية السياسية”. <br/> <br/>ففي ظل العولمة التي تقوم على الفرد (الأجندة الخاصة) وزوال الحدود التي تمنع عبور (الأجندة الخارجية) تغدو توصيات “كلنا الأردن” غير قابلة للتطبيق. فالفرد أهم من الدولة وأجهزتها تماما كما هو أهم من التنظيمات (وعلى رأسها الإخوان المسلمون) ولا يجوز محو شخصيته وأجندته الخاصة لصالح ما هو “عام”. ولا يمكن مهما اشتدت الرقابة وعلت الأسوار منع الأجندات الخارجية من العبور. <br/> <br/>لم يكتف المشاركون (لا أعرف حقيقة هل هم تنظيم أم ملتقى أم منتدى على هيئة دافوس أم هيئة رسمية؟) بتحذير من الأجندات، بل حثوا “على العمل والتكامل الاجتماعي والاقتصادي المشترك لتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز منعتها لتكون قلعة مستعصية على كل طامع ومعتد على وطننا الأردني العزيز، والعمل مع الهيئات الوطنية بقطاعيها العام والخاص من أجل تفعيل المجتمع المدني ليكون نموذجا يمكن الاعتماد عليه في تبني قضايا الوطن والمواطن وشريكا في تحمل المسؤولية”. ويا ويل الطامعين والمعتدين على وطننا بعد هذه التوصيات! <br/> <br/>الاجتماعات لن تتوقف في إربد، بل ستمتد إلى عمان والجامعة الأردنية ربما بعد انتخابات النصف المعين، وهنا لا تتوقف القصة، في “الغد” عدد أمس خبر لقاء وفد شبابي عربي برئيس مجلس الأعيان والذي نقل عنه إشادته بالحرص على تنمية قدرات الشباب، ما تمثل “بتشكيل هيئة شباب “كلنا الاردن” الى جانب تأسيس برلمان للشباب ساهم الى جانب القطاعات المختلفة بتعزيز الحياة الديمقراطية في المملكة”. لا أدري ما هو البرلمان الشبابي، وهل هو جزء من كلنا الأردن أم منفك عنها؟ وهل هو منتخب أم معين؟ <br/> <br/>”ذبحتونا” باختصار، لا داعي لكل هذا الضجيج الديمقراطي الذي يصم الآذان، وانشغلوا بتوصية “كلنا الأردن” (هل هي ملزمة؟)، فالتنمية الاجتماعية قبل التنمية السياسية، وليحول الطلبة إلى صندوق المعونة الوطنية تحديدا في ظل ارتفاع الرسوم. وساعتها سيغدو الوطن بحسب التوصية ذاتها “قلعة مستعصية على كل طامع ومعتد”! <br/> <br/>”ذبحتونا” عينوا المجالس كلها لا نصفها، وأريحونا من هذا الصخب والضجيج. <br/> <br/>[email protected] <br/> <br/></p></div></h4>

هل تريد التعليق؟