مقالات

سبتمبر المقبل في لبنان

نتنياهو الذي يحكم “إسرائيل” له مصلحة في حرب مدمرة على لبنان. ليس لأسباب انتهازية آنية تتعلق بفترة حكمه وعلاقاته الداخلية مع الأحزاب المتشددة التي يقف على يسارها، بقدر ما هو تطبيق لاستراتيجيته يوم كان معارضا. بعد حرب تموز لم يزايد في الكنيست على الحكومة، قال “حزب الله تحد استراتيجي يحتاج إلى رد استراتيجي”.

لن يستطيع القضاء على الحزب – الدولة، الشريك في الحكم، الممثل الوحيد للطائفة الشيعية من دون تدمير لبنان. في المقابل توجد مصلحة للحزب بحرب مدمرة. ليس وفاء لخطه في المقاومة، وتطبيقا لشعاره “يا قدس إنا قادمون” فحسب، بقدر ما هو هروب من فخ مدمر له ولكل ما يمثله.

الأنباء المقبلة من الغرف المغلقة في لبنان تقول إن قرار المحكمة الدولية المتوقع صدوره خلال الاشهر المقبلة، الأرجح أيلول(سبتمبر) يذهب باتجاه اتهام حزب الله بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري. طبعا القرار قد لا يسمي الحزب، لكنه يدين أشخاصا معروفين بانتمائهم لحزب الله.

حزب الله لن يقبل بأي شكل من الأشكال باتهامه بهذا الأمر، وهو ألمح إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى خراب البلد. عرض الحريري على الحزب مشروع تسوية، وقال لهم: إنني لن أخرب البلد من أجل دم والدي. وألمح لهم بأنه يقبل بأي تسوية، من قبيل أن أحدا ما أقدم على الاغتيال من دون علم القيادة، إلا أن الحزب رفض رفضا قاطعا الأمر، بل ورد بنوع من السلبية العنيفة. في المقابل رئيس المحكمة قال للمعنيين في لبنان، إنه يجب تحضير الأجواء للقرار الصادر.

أما الحكومة اللبنانية، فليس هناك أي تصور واضح لديها ماذا يمكن أن تفعل حيال الأمر، علما بأن سعد الحريري يقول في جلساته الخاصة إن الأمر خارج عن سلطته، وإنه مع اي تسوية تساعد في تفادي تفجير البلد.

اللاعب الدولي المهم في لبنان هو فرنسا، ولديها معلومات كاملة عن قرار المحكمة، وهي نقلت هذه المعلومات لشخصيات لبنانية، ومنها وزير الدفاع. فضلا عن أن هذه المعلومات هي ما يبرر استدعاء فرنسا الضمني لكل من البطريرك صفير، وسمير جعجع إلى فرنسا لوضعهما في الأجواء، وهذا ما يبرر أيضا هجوم حزب الله الواضح على فرنسا، (قضية اليونيفيل) في هذا السياق. إذن يمكن قراءة تطور الأحداث في جنوب لبنان، وتحديدا مع اليونيفيل وتحديدا الوحدة الفرنسية، التي تلقت رسالة عنيفة من حزب الله بلبوس الأهالي مؤخرا.

السؤال الكبير الآن، هل حزب الله سيقدم على تفجير داخلي ردا على المحكمة كما حصل في أحداث 7 أيار، أم يعمد إلى فتح الجبهة مع إسرائيل. لا أحد يعلم، لكن حديث الغرف المغلقة يركز على أن المقبل من الأيام سيشهد تفجيرا كبيرا. الأرجح أن يفجر باتجاه إسرائيل، إن لم يبادر الإسرائيليون بالتفجير.

هل تريد التعليق؟