“سأكون واضحاً معك. أعترف أنني ارتكبت غلطة كبيرة، وأشكر ربي أنكم كشفتم القضية قبل أن تحصل التفجيرات لكي لا أحمل وزر الدم والضحايا التي ستسقط. أعود وأقول شكراً جزيلا أنكم كشفتم العملية قبل إتمامها. على الأقل أنا الآن لا أحمل وزر دم أبرياء كان يمكن أن يسقطوا”.
هذه اعترافات ميشال سماحة التي نشرها الإعلام اللبناني. وبالمناسبة، فسماحة هو المستشار السياسي الأقرب للرئيس بشار الأسد، وكان وسيطه وممثله في القوى السياسية اللبنانية. كما كان وزيرا للإعلام في أيام الهيمنة السورية. وقبلها كان متحالفا مع الإسرائيليين. في شخصيته يتجسد السقوط الأخلاقي للنظام السوري وحلفائه، وعلى رأسهم حزب الله الذي لا يتورع عن تبني عميل إسرائيلي مكشوف، بما أنه تحول إلى حليف سياسي.
نحتاج في الأردن إلى وقفة نزيهة مع اعترافات سماحة التي أدلى بها بعد انهياره في ظل الأدلة الدامغة التي حصل عليها فرع المعلومات. وقد نجح الفرع في تزويد العميل، الذي حاول سماحة تجنيده، بكاميرا مخفية صورت العرض، ونقل سماحة للعبوات، والحصول على مبلغ 170 ألف دولار مقابل تفجيرات تحدث فتنة بين المسيحيين والسنة. ولك أن تتخيل لو نجح المخطط كيف سيكون الوضع في لبنان، وكيف سيستعصي على الإصلاح.
بحسب التحقيق، فإن العميل (م. ك.) أبلغ فرع المعلومات أن سماحة طلب لقاءه الثلاثاء الماضي، أي قبل يومين من التوقيف، وذلك في موقف السيارات الكائن تحت مبنى مكتبه في الأشرفية، لتسليمه العبوات مع المبلغ المالي (170 ألف دولار أميركي)، وطُلب منه أن يسجل وقائع اللقاء بدقة بالقلم-الكاميرا.
وبحسب “الرواية” ذاتها، أبلغ (م. ك.) مساء اليوم نفسه، فرع المعلومات أن سماحة سلمه العبوات الناسفة، وقد صور سماحة وهو ينقل العبوات شخصياً إلى صندوق سيارته. فطُلب إليه أن يحضر بسيارته فوراً إلى فرع المعلومات مع العبوات، وتم فوراً إبلاغ مدعي عام التمييز بالوكالة، القاضي سمير حمود، الذي أمر بمصادرتها جميعاً، كما طلب تحضير الملف ومراجعته فيه.
واتفقا على لقاء في مكتب سماحة في الأشرفية، قام خلاله (م. ك.) بتسجيل وتصوير كل الوقائع، وسلمها في اليوم التالي إلى الحسن (كلام عن العبوات ونقلها إلى الشمال، وتفجيرها في أي تجمع كبير في عكار، واستهداف أي شخصية مهمة، وأعطى مثالاً النائب خالد الضاهر، وأي شخصية سورية معارضة). وتوالت اللقاءات بين سماحة و(م. ك.)، وزود مدعي عام التمييز بتفاصيلها.
أتخيل شبيحة النظام السوري عندنا في الأردن وهم يحللون إرهاب القاعدة والجيش الحر، والمؤامرة التركية الخليجية الأميركية. والقصة بمنتهى الصفاقة عملية وسخة، تمت على يد علي مملوك وميشال سماحة. ومن حقنا أن نسأل: بمن التقى علي مملوك في الأردن؟ وهل زودهم بالعبوات ذاتها؟ وما هي الأهداف؟ أتوقع أن النظام السوري يدرك أن المؤامرة على الأردن ليست بين مسيحي ومسلم كما في لبنان، بقدر ما هي أردني فلسطيني. إنه نظام دموي وهو مستقر، فكيف اليوم وليس لديه ما يخسره؟
هل تريد التعليق؟