رحم الله الشهيد مروان اندس أذكره عندما كنا في كلية الحسين، في العاصمة عمان ، وكنت مسؤولا في “الإخوان” عن طلاب الأول ثانوي، وقد آتاه الله بسطة في العلم والجسم، كان قارئا نهما وذو بنية رياضية قوية ، وفوق ذلك عابد زاهدا تقيا نقيا.
كنا نصدر مجلة حائط اسمها نور المعرفة، وكان من كتابها. كتب فيها مقالا عن “جيش الأكفان ” تلك الواقعة التاريخية التي ألبس فيها القائد ألب أرسلان جيشه الأكفان طلبا للشهادة في ظل عدم التكافؤ مع جيش العدو فكتب له النصر .
تمثّل تلك الواقعة التاريخية وأنتجها فردا . تباعدنا بسبب دراستي في جامعة اليرموك في إربد ، وهو ألتحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية . وظل تواصلنا من خلال ابن خالتي زميله في الكلية محمد قطيشات .
ولا أنسى اللقاء الأخير مع مروان في بيت محمد، صلينا الظهر واستغربت إطالته في السجود في السنن، ولم اكن أعلم أنه يناجي الحبيب الذي اقترب اللقاء به .
ودعني ولا أعلم أنه الوداع الأخير ظل على عادته صموتا ، ولم يخبرنى بنواياه . نفذ مروان عملية انغماسية بطولية من وادي عربة جنوب الأردن ، مع أن العمل العسكري المنظم لم يكن موجودا في الأردن ولا حتى في فلسطين، اختار أن ينضم إلى جيش الأكفان ويلتحق بالركب . ركب أبطال أمتنا وشهدائنا الأول .
ربما كان من دوافعه أن احد طلابه في المسجد وكان لا يزال في المدرسة، وهو من عائلة حجازي، اقتحم الحدود بسكين واستشهد، ولم يقبل أن يبات على ثأره فاقتحم الحدود برشاش .
في تلك السنة التي شهدت غزو العراق كانت المنطقة مشتعلة ، وفلسطين مشتعلة، لكن لم يكن فيها عمل عسكري ومنظم، بقدر ما شهدت عمليات تسلل محدودة ، كان منها ماجد الزبون ومروان عرندس وغيرهما .
جيش الأكفان هو جيش الأحياء الذين نقدّوا وصية أبو بكر الصديق ” أطلب الموت توهب لك الحياة “. والجبن يضيّع الأمم كما الأفراد .
رحمك الله وألحقنا بالصالحين .
هل تريد التعليق؟