اعتذر وزير التربية والتعليم ، استقال ..استقالت الحكومة! هل تحل قضايا المعلمين ؟ أسئلة تطرح في ظل تنامي الحراك الاحتجاجي للمعلمين والذي امتد لأكثر من محافظة.يدرك المعلمون أن الجواب لا. لكنهم يصعدون في تحركهم على الرغم من التنازلات والتوضيحات التي قدمتها الحكومة. <br/> <br/> تفسر تلك الغضبة ب” قلوب مليانة” فالمعلم الذي ظل عماد الطبقة الوسطى تحول في أكثر الأحوال إلى أدنى الطبقة العاملة، وترافق التراجع الاقتصادي مع انهيار قيمي يعلي من شأن القيم الاستهلاكية ويزدري القيم الأخلاقية العليا. ولم يعد التعلم وسيلة للترقية الاجتماعية لا بالنسبة للمعلم ولا الطالب. <br/> <br/> في عام التحول الديموقراطي عام 1989 عندما منح الإخوان المسلمون ثقة مشروطة لحكومة مضر بدران كان من بين الشروط التي لم تلبها الحكومة إنشاء نقابة للمعلمين. وتذرعت بتفسير المجلس العالي لتفسير الدستور. يومها نظر للطلب باعتباره جزءا من المغانم السياسية التي يسعى الإخوان إلى اقتناصها، ولم يتعامل معه باعتباره مصلحة وطنية عامة تعلي من شأن الشخص الذي نودعه أعز ما عندنا. <br/> <br/> هي العقلية ذاتها حتى في التعامل مع مجلس النواب أكثر مؤسسات الدستور أهمية، فقد تم إضعاف المجلس وتهميشيه خشية أن يكون غنيمة للإخوان المسلمين. دون ملاحظة أن تلك المؤسسة أداة تداول السلطة التي لا تدوم لطرف،والمفروض أن نقابة المعلمين ليست لطرف بعينه. <br/> <br/> وأسخف ما في حجج الرافضين لنقابة المعلمين أنها ستكون سياسية! ومن قال أن المعلم منزوع الحقوق السياسية، وأيهما خير للبلاد أن تأتي القيادات السياسية من بيئة التربية والتعليم أم من بيئة أخرى؟وإيهما أفضل أن يتعلم الأولاد السياسة في المدارس أم يأتي إلى الجامعة وهم يحملون وعيا متخلفا لا يخرج عن نطاق الحي أو العشيرة؟ <br/> <br/> تنعكس قوة المعلم في المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على طلابه. تماما كما ينعكس ضعفه عليهم. لا يعني هذا تحول المدارس إلى خلايا تنظيمية حزبية ونسيان العلم، على العكس فإن قوة المعلم العلمية هي التي تقدمه في محيطه بين المعلمين والأهالي والطلاب. والمجتمع يحتفي بتقدم المهندس والطبيب وغير ذلك من المهن في العمل السياسي والنقابي ولا يتعارض تقدم مهني خاص مع تقدم نقابي وسياسي عام، فتجد أكفأ المهندسين يتقدمون في نقاباتهم، ومثالا لا حصرا يعتبر المهندس ميسرة ملص أكثر النقابيين نشاطا واحدا من أفكفأ مهندسي الطرق في الأردن! <br/> ليست قلوب المعلمين وحدها ” مليانة”! قلوبنا معكم . <br/> <br/>عن مدونة الزميل ياسر ابو هلالة ..</p></div></h4>
هل تريد التعليق؟