بين ضغط الشارع، تدخل ترمب، وتصعيد حماس: هل اقتربت صفقة التبادل؟ قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الليلة “التغييرات التي تسعى حماس لإدخالها على المقترح القطري غير مقبولة من إسرائيل. ومع ذلك، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول الدعوة لإنهاء المحادثات ومواصلة المفاوضات لإعادة الأسرى بناءً على المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل. سيغادر فريق التفاوض إلى قطر غدًا لإجراء محادثات”. بهذا الإعلان الرسمي، تدخل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة وحاسمة، تتقاطع فيها الضغوط الداخلية والخارجية والميدانية والإنسانية، ما يفتح الباب أمام إمكانية واقعية لصفقة تبادل رهائن طال انتظارها. تصاعد عمليات المقاومة: حماس تضرب وتضغط ميدانيا في ملحمة تدخل عامها الثاني وكأنها في صبيحة 7 أكتوبر في الأيام الأخيرة، كثفت كتائب القسام – الجناح العسكري لحماس – من هجماتها على قوات الاحتلال داخل القطاع، مستخدمة الكمائن والعبوات المتفجرة والأسلحة المضادة للدروع. • الإعلام العبري تحدث عن خسائر مؤكدة في صفوف الجيش الإسرائيلي، بعضها في وحدات النخبة. • هذا التصعيد يعكس أن حماس لا تتفاوض من موقع ضعف، بل تُظهر تماسكًا عسكريًا بعد أشهر طويلة من الحرب. المعاناة الإنسانية في غزة: ضغط متصاعد على الضمير العالمي يبقى العامل الإنساني أحد أبرز المحركات المتصاعدة في المعادلة الدولية: • سكان غزة يواجهون مزيجًا قاتلًا من القصف والتجويع، حيث لا يقتصر الموت على الصواريخ، بل يمتد إلى الحرمان من الماء والغذاء والدواء. • تقارير موثقة أظهرت مشاهد مروعة لأطفال يبحثون عن الطعام في مكبات النفايات، ومسنين يسقطون من الإعياء في طوابير المساعدات. • بحسب منظمات دولية، فإن آلاف المدنيين باتوا يواجهون خطر الموت البطيء نتيجة الحصار الشامل. في هذا السياق، تفجّرت فضائح تتعلق بعمل “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) – وهي جهة أميركية بديلة للأونروا. • اتُّهمت المؤسسة بـتوزيع مساعدات ضمن نقاط خطرة دون تنسيق مع منظمات محلية. • كشف تقرير صحفي أن بعض موظفيها الأميركيين أطلقوا النار لتفريق الجموع الغفيرة التي كانت تطالب بالطعام، ما أثار سخطًا واسعًا في الأوساط الحقوقية. كل هذا ساهم في رفع الصوت داخل المجتمع الدولي، وخصوصًا في أوروبا، لممارسة ضغط إضافي على إسرائيل لإنهاء الكارثة، ولو عبر صفقة تبادل. ضغط الرأي العام الإسرائيلي: غضب في الشارع وساحة الرهائن تمتلئ شهدت مدن إسرائيلية، وعلى رأسها تل أبيب، تظاهرات حاشدة مساء السبت 5 تموز/يوليو 2025، طالبت بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الإسرائيليين ووقف الحرب. • نظّمت المظاهرة المركزية في “ساحة الرهائن”، وشارك فيها آلاف الإسرائيليين، من بينهم أقارب للرهائن ومواطنون من خلفيات سياسية متنوعة. • رُفعت خلالها صور أطفال فلسطينيين قُتلوا في غزة، في مشهد نادر عبّر عن غضب ضد الحرب حتى من داخل المجتمع الإسرائيلي. • في ساحة “هابيما”، طالبت الحشود بإجراء انتخابات مبكرة، ووجّه بعض المشاركين نداءاتهم مباشرة إلى الرئيس الأميركي ترمب. ترمب في قلب الحدث: ضغوط علنية ووعود بدعم كامل ظهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كلاعب رئيسي في جهود الوساطة، خاصة بعد أن وجهت إليه العائلات الإسرائيلية نداءات مباشرة. • نعماه واينبرغ، قريبة أحد الرهائن القتلى، قالت: “الرئيس ترمب، هذه لحظتك. يمكنك الضغط على نتنياهو لتوقيع صفقة شاملة تُنهي الحرب وتعيد الجميع”. • والد رهينة تم تحريرها مؤخرًا شكر ترمب على تدخله، وناشده بالقول: “اصنع صفقة رهائن عظيمة وجميلة – كما لا يستطيع أحد سواك”. التقدير العام أن ترمب يرى في هذا الملف فرصة لإثبات قوته الدبلوماسية الدولية قبيل الانتخابات الأميركية المقبلة. خلاصة: لحظة مفصلية… فهل يلتقطها نتنياهو؟ تشير كل المؤشرات إلى أن صفقة التبادل باتت أقرب من أي وقت مضى. • الرأي العام الإسرائيلي نفد صبره. • دونالد ترمب يستثمر وزنه السياسي. • حماس تصمد وتُصعّد. • المعاناة الإنسانية بلغت مستويات لا تُحتمل. • والحكومة الإسرائيلية أرسلت وفدًا إلى قطر، رغم تحفظاتها. ومع اقتراب موعد زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، والساعات الحاسمة التي تنتظر اجتماع المجلس الوزاري الأمني، تبقى الكرة في ملعب القيادة الإسرائيلية. فهل يستجيب نتنياهو للضغط الداخلي والخارجي، ويذهب نحو صفقة شاملة تُنهي الحرب؟ أم أنه سيتراجع خوفًا من تمرد وزرائه؟ الإجابة ستُحدد ملامح المرحلة المقبلة في غزة والمنطقة. ولم تتغير القاعدة وقف إطلاق النار في غزةإطلاق النار على نتنياهو
الرئيسية » بين ضغط الشارع، تدخل ترمب، وتصعيد حماس: هل اقتربت صفقة التبادل؟
هل تريد التعليق؟