إكس

قدمت قطر السلم لكل من القيادة السورية الجديدة، والقيادة العراقية للنزول عن الشجرة، وفتح صفحة جديدة ، من خلال التطلع إلى الأمام وعدم النظر إلى الوراء . فالقمة التي جمعت بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشراع في الدوحة، بحضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إل ثاني شكلت بداية لبناء مستقبل جديد في علاقات البلدين بعيدا عن أوزار الماضي . السوريون عالقون على شجرة جرائم الحشد الشعبي في سوريا، ودعم العراق لنظام المجرم بشار الأسد اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، و مشاركة الإيرانيين والروس في جرائمهم في سوريا . وفي المقابل ينظر الإطار الحاكم في العراق للحكم الجديد في سوريا باعتباره امتدادا للقاعدة ، وبالفعل بادرت المجموعات التابعة لإيران إلى محاولة وضع العصا في دواليب العلاقة من خلال نشر ملف الرئيس السوري أيام سجنه في السجون الأمريكية في العراق. والواقع أن تلك تحسب له لا عليه، فقد ترك جامعته وأسرته وضحى ليقاتل الاحتلال الأمريكي في العراق ، ولو ثبت عليه تهمة الإرهاب في العراق لما خرج من السجون . لكن كما هو معلوم فإن المتورطين بالمقاومة العسكرية للاحتلال الأمريكية أفرج عنهم. أفاها عنها. حرص الرئيس الشرع منذ الأيام الأولى لردع العدوان إلى إيصال رسائل إيجابية إلى العراق، وفي المقابل لعب الرئيس السوداني دورا إيجابيا كبيرا في وقف محاولة توريط العراق في الصراع الدائر ، من خلال الزج الحشد الشعبي في معركة محسومة . يواجه السوداني تحديا كبيرا من إيران والقوى التابعة لها . لكنه يمتلك إرادة رجل دولة ينزع نحو الاستقلالية . وهو خلافا لعلاوي والكاظمي وغيرهما من المحسوبين على الأميركان ، يمتلك ” الشرعية الشيعية ” من خلال انتمائه التاريخي لحزب الدعوة. لكنه كغيره من تنظيمات الداخل( حزب الدعوة تنظيم العراق ، التيار الصدري .. ) يمتلك ثقافة وطنية و استقلالية لا تتوافر لمن جاؤوا من الخارج وكانوا في إيران المالكي وهادي العامري والحكيم .. خطوة مهمة لها ما بعدها لا تخدم العراقيين ولا السوريين فقط، بقدر ما يؤمل أن تعيد للمشرق العربي وزنه من خلال أكبر بلدين فيه، بعيدا عن إيران، والأميركان .

هذا يكشف إشكالية حقيقية لمن يطالبون بعدم الإقصاء . نظام بشار سرطاني، يحتاج أكثر من إقصاء ، فصل ومحاسبة ، بعد عملية الاستئصال تحتاج جرعة كيماوي . لا إقصاء على أسس طائفية ، تقصي الوسخ بمعزل عن طائفته وأصله، وتبني نظاما عادلا يتسع للجميع وتنمية لا تستثني أحدا . ابتزاز الدولة بحجة عدم الإقصاء، يعني بقاء أكثر من مليون فاسد ومجرم وهامل لا يعمل على حساب الوطن . ببساطة، يفتح باب التوظيف لأبناء الساحل وغيرهم ومكان كل 10 لا يعملون ، ويأخذون فتاتا أعين واحدا منتجا ويأخذ راتبا معقولا . استئصال الورم ليست بالساطور ! تحتاج جراحا دقيقا يعتمد على صور أشعة ورنين وفحص عينات

هل تريد التعليق؟