أزمة أوكرانيا.. البنتاغون يتحدث عن حشود روسية إضافية وموسكو تقول إن الحرب مع جارتها مرفوضة
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا تحشد المزيد من قواتها القتالية قرب حدودها مع أوكرانيا برا وبحرا، فيما قالت موسكو إن فكرة قيام حرب بين الشعبين الروسي والأوكراني تبقى مرفوضة تماما، ويناقش مجلس الأمن في جلسة طارئة الاثنين المقبل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن روسيا حشدت في الـ24 ساعة الماضية المزيد من القوات القتالية غربي البلاد وفي بيلاروسيا، وإنها تحشد قوات برية عند حدود أوكرانيا، وبحرية في البحرين المتوسط والأسود والمحيط الأطلسي.
وذكرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمس الخميس في بيان أن “أكثر من 100 ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانية، وروسيا تمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، ما يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة”.
وتخشى الولايات المتحدة والناتو من شن روسيا هجوما عسكريا وشيكا على جارتها أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو متهمة الغرب بشيطنتها و(تهديد) استقرارها عسكريا عن طريق تسليح أوكرانيا ونشر قوات للناتو قرب حدود روسيا.تشغيل الفيديومدة الفيديو 02 minutes 05 seconds02:05
أميركا ورومانيا
وقال البنتاغون إن وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره الروماني فاسيلي دينكو القلق من الحشد العسكري الروسي المستمر على الحدود مع أوكرانيا. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن أوستن ونظيره الروماني تبادلا وجهات نظر بشأن تعزيز الردع على طول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل الحشد العسكري غير المبرر، على حد تعبير البيان.
وأعرب الوزيران عن دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وشددا على أهمية التحالف بين دول الناتو.
وفي سياق متصل، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على استعداد بلاده وحلفائها وشركائها للرد بشكل حاسم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا. وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن شدد خلال مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة إشراكها في أي شيء يخصها.
وأوضح بايدن أنه رغم مغادرة عائلات الدبلوماسيين الأميركيين العاصمة الأوكرانية، فإن سفارة الولايات المتحدة في المدينة لا تزال مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها.
كما نقل الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة لجهود حل النزاع في الشرق الأوكراني وفق ما ورد في صيغة نورماندي، معربا عن أمله في أن يساعد التزام الجانبين مجددا الأربعاء الماضي بشروط وقف إطلاق النار في خفض التوتر ودفع تنفيذ اتفاقيات مينسك.
مجلس الأمن
وأعلنت واشنطن أمس في بيان أنها طلبت عقد جلسة علنية الاثنين المقبل لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في أوكرانيا “بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين”.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ستناقش ما وصفته بسلوك روسيا المهدد ضد أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات على حدودها. وأكدت المندوبة مواصلة الجهود الدبلوماسية التي وصفتها بالدؤوبة لتهدئة التوتر، مطالبة مجلس الأمن بالاهتمام وعدم الانتظار والترقب.
ودعت المندوبة أعضاء مجلس الأمن وأوروبا إلى التزام مبادئ النظام الدولي، في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا.
قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ستناقش ما وصفته بسلوك روسيا المهدد ضد أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات على حدودها
وكانت الولايات المتحدة تأمل في بداية الأمر أن تتمكّن من عقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم الجمعة، وفق إفادات دبلوماسيّين. لكنّها وافقت -وفق هذه المصادر- على تأجيله إلى الاثنين الماضي حتّى لا يتزامن مع اجتماع هاتفي مقرر اليوم بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين.
سلاح العقوبات
وفي سياق التحركات الدبلوماسية لاحتواء أزمة روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيجري مباحثات بالبيض الأبيض في السابع من فبراير/شباط المقبل، وتتطرق إلى حزمة العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزت أوكرانيا.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانيّة أنالينا بيربوك قالت أمام برلمان بلاده في وقت سابق أمس الخميس إنّ حكومتها “تعمل على حزمة عقوبات قويّة” مع حلفاء غربيّين “من بينها خط “نورد ستريم 2″ في حال هاجمت روسيا أوكرانيا”.
وخط “نورد ستريم 2” هو خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، وقد اكتمل إنشاؤه ولكن لم يبدأ تشغيله، وقد أنفقت عليه مليارات الدولارات.
في المقابل، قال أليكسي زايتسيف نائب المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن بلاده لا تخطط لشن أي هجوم على أوكرانيا، وإن مجرد التفكير بإمكانية اندلاع حرب بين الشعبين الروسي والأوكراني أمر غير مقبول.
وأعرب زايتسيف عن أمل موسكو في إيجاد حل للتسوية خلال اللقاء بصيغة نورماندي المزمع عقده في برلين بعد أسبوعين، وذلك في إشارة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا والانفصاليين في شرقي أوكرانيا الموالين لموسكو، الذين يسيطرون على مناطق أوكرانية واسعة قرب الحدود مع روسيا.
أجواء هستيريا
واتهم نائب المتحدثة باسم الخارجية الروسية حلف الناتو بخلق ما وصفها بأجواء من الهستيريا حول ما يسميها “التهديدات الروسية” بهدف كبح جماح موسكو على حد وصفه.
وأضاف أن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بشأن إمكانية تعزيز الجناح الشرقي للحلف عسكريا لا تخلق ظروفا مواتية للحوار بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو من أميركا والناتو لخفض التوتر بين الطرفين.
اتهم نائب المتحدثة باسم الخارجية الروسية حلف الناتو بخلق ما وصفها بأجواء من الهستيريا حول ما يسميها “التهديدات الروسية” بهدف كبح جماح موسكو.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح أمس الخميس بأن الولايات المتحدة لم ترد بـ”شكل حاسم” على كل بنود مقترحات الضمانات الأمنية.
وأضاف لافروف للصحفيين أن الرد الأميركي يتضمن مواقف تسمح ببدء حوار جدّي متعلق بقضايا ثانوية، ولكنه شدد على أنه لا يوجد رد إيجابي من قبل واشنطن إزاء القضية الأساسية في المقترحات الروسية، وهي مسألة عدم توسع حلف “الناتو” تجاه الشرق ونشر أسلحة هجومية يمكن أن تهدد الأراضي الروسية.
وقد سلّمت الولايات المتحدة والناتو مساء أمس ردودهما إلى روسيا بشأن الضمانات الأمنية.
وأكد الوزير الروسي أن بلاده سترسل إلى واشنطن ودول غربية استفسارا عن أسباب تجاهل التزاماتها المتعلقة بعدم تجزئة الأمن، لافتا إلى أن “مضمون الرد الأميركي على مقترحاتنا بشأن الضمانات الأمنية سيُنشر قريبا في العلن”
.المصدر : الجزيرة + وكالات