أخبار

أفغانستان.. طالبان توسع سيطرتها ميدانيا وتتمسك بالمسار السياسي وكابل تتهمها بعدم الجدية في محادثات السلام

Written by وكالات

تسارعت وتيرة سيطرة حركة طالبان على مزيد من الأراضي الأفغانية، لتشمل 9 ولايات في مناطق مختلفة من البلاد، وأعلنت الحركة تمسكها بالمسار السياسي،

تسارعت وتيرة سيطرة حركة طالبان على مزيد من الأراضي الأفغانية، لتشمل 9 ولايات في مناطق مختلفة من البلاد، وأعلنت الحركة تمسكها بالمسار السياسي، في حين قالت الحكومة الأفغانية إنها سلمت الدوحة رؤيتها للحل، متهمة الحركة بأنها لا تؤمن بالحل السياسي، في وقت أكدت فيه واشنطن التزامها بدعم الحكومة حتى نهاية الشهر.

وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد -عبر حسابه في تويتر- أن عددا من جنود القوات الأفغانية انضموا إلى الحركة.اقرأ أيضانازحون أفغان ينشدون الأمانتدير 7 من أصل 10.. لهذه الأسباب سيطرت طالبان على المعابر الحدوديةمقال في ناشونال إنترست: كيف يمكن تفادي وقوع كارثة في أفغانستان؟

وأضاف المتحدث باسم الحركة أنه بالإضافة لاستسلام الجنود، غنمت الحركة مروحية في مطار ولاية قندوز وأسلحة أخرى، كما أفاد مصدر أمني أفغاني أن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان.

وقد أعلنت طالبان سيطرتها على مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان -شمالي أفغانستان- لتكون بذلك تاسع عاصمة ولاية تسيطر عليها الحركة في أقل من أسبوع.

وقال ذبيح الله مجاهد إن مقاتلي طالبان سيطروا على ولايتي بغلان وبدخشان الليلة الماضية شمالي شرق البلاد، وإنهم استهدفوا بالصواريخ قاعدة باغرام العسكرية شمالي العاصمة كابل.

وأضاف أن الحركة باتت تسيطر على ولايات نيمروز وجوزجان وسربل وقندوز وتخار وسمنغان وفراه وبغلان وبدخشان.

و6 من عواصم الولايات التسع التي تسيطر عليها طالبان (من 34 عاصمة ولاية أفغانية) تقع في الشمال، في حين تسيطر على أجزاء واسعة من ولايات أخرى من دون عواصمها.تشغيل الفيديو

إقالة وزير الدفاع

في غضون ذلك، أقال الرئيس الأفغاني أشرف غني قائد الجيش من منصبه وذلك بعد اتساع سيطرة طالبان لتشمل 9 ولايات في مناطق مختلفة من البلاد، في حين قال البيت الأبيض إن لدى القوات الحكومية ما يمكّنها من التصدي لطالبان، مؤكدة سحب القوات الأميركية في آجالها المحددة.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر حكومي أفغاني أنه تمت إقالة قائد الجيش الأفغاني الجنرال ولي محمد أحمد زاي، وتعيين الجنرال هيبة الله علي زاي قائدا جديدا للجيش.

كما افتتح غني مركزا للعمليات ضد مسلحي طالبان في الولايات الشمالية، وترأس اجتماعا مع المسؤولين وزعماء القبائل.

وقال مصدر مقرب من الجنرال عبد الرشيد دوستم إنه من المتوقع أن يكلفه غني بالإشراف على العمليات ضد مسلحي طالبان.تشغيل الفيديو

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال أمس الثلاثاء إن حركة طالبان سيطرت على الحدود الأفغانية مع كل من أوزبكستان وطاجيكستان.

وأشار شويغو -في تصريحات له- إلى أن طالبان تتقدم في أفغانستان وأن الحدود الأفغانية مع كل من أوزبكستان وطاجيكستان باتت تحت سيطرة الحركة، التي سيطرت كذلك على ولاية قندوز (شمال) التي تعتبر مركزا كبيرا وخطيرا للغاية.

وفي سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الأفغانية باكستان بإغلاق -ما وصفتها- طرق الإمداد لحركة طالبان والإرهابيين المتحالفين معها، وفق تعبيرها. وقالت الخارجية إن إرهابيين مدعومين من جماعات إرهابية إقليمية لديهم ملاذات آمنة في باكستان ينطلقون منها للهجوم على أفغانستان.

وأضافت أن كابل -على مدى عقدين- طالبت إسلام آباد باتخاذ خطوات صارمة ضد ملاذات الإرهابيين داخل أراضيها، مشيرة إلى أن حركة طالبان تنتهك التزاماتها الدولية عبر تصعيد العنف، وأيضا بفشلها في قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية.

صدمة أميركية

من جهة ثانية، ذكر موقع أكسيوس -نقلا عن مصادر مطلعة على التطورات في أفغانستان- أن سرعة سيطرة حركة طالبان على مناطق في أفغانستان خلال الأسبوع الماضي صدمت مسؤولين مخضرمين في الجيش ومجلس الأمن القومي الأميركيين.

كما نقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الرئيس جو بايدن أقر -على مضض- أن حركة طالبان تشن ضربات بسرعة وبتنسيق مثير.تشغيل الفيديو

ونقلت عن عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور بن كاردان، أنه ناقش مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الاثنين الماضي، الوضع في أفغانستان وأنه ليست هناك فرصة لتغيير إستراتيجية الرئيس بايدن للانسحاب.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الإدارة الأميركية تعمل على تسريع وتيرة الإجراءات الخاصة بإجلاء المتعاونين الأفغان وعائلاتهم.

وأضافت ساكي أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأفغانية، وتعتبر أن لدى هذه القوات ما يمكّنها من التصدي لطالبان، مؤكدة سحب القوات الأميركية من أفغانستان وفق الآجال المحددة بمعزل عما تحققه طالبان من تقدم.

ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على ما يُقال عن احتمال سقوط العاصمة كابل في يد طالبان خلال 90 يوما، وقالت إن تقييم الإدارة الأميركية حاليا هو عدم وجود أي سيناريو حتمي، وفق تعبيرها.

في حين قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، إنه لن يتكهن بشأن الوضع الأمني في أفغانستان وإن تركيزهم على دعم القوات الأفغانية برا وجوا.

وأضاف كيربي أن أعمال طالبان لا تتفق مع ما التزمت به على طاولة المفاوضات، وأن الحل السياسي هو الوحيد، مؤكدا أن طالبان مستمرة في إحراز تقدم، وأن هناك إستراتيجية عسكرية أفغانية نحن ندعمها بقدر الإمكان.

مؤتمر دولي

على الصعيد السياسي، تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة الاجتماعات بين الدول المشاركة في المؤتمر الدولي الموسع بشأن أفغانستان.

ومن المتوقع أن تجتمع روسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وباكستان اليوم أيضا لمناقشة آخر تطورات الأزمة في أفغانستان.

وكان الوفد الحكومي الأفغاني برئاسة رئيس اللجنة العليا للمصالحة عبد الله عبد الله قد اختتم أمس الثلاثاء اجتماعاته مع وفود الدول المشاركة، وقد انضم وفد من حركة طالبان إلى الاجتماع.

وقال عبد الله إنهم سلموا قطر خطة الحكومة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن الوضع في أفغانستان خطير وحرج وهناك تهديدات محتملة على مستقبل البلاد.تشغيل الفيديو

وأضاف عبد الله أن طالبان لم تظهر جدية في محادثات السلام ومن الواضح أنها لا تؤمن بالحل السياسي، متهما الحركة بالحفاظ على علاقات مع من أسماهم الإرهابيين، بمن فيهم القاعدة خلافا لالتزاماتها.

وأكد تأييده للتوصل إلى حل سياسي عبر التفاوض وتعيين وسيط أو وسطاء لتنظيم المفاوضات.

في حين قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، إن الحركة متمسكة بحل المشاكل عبر الحوار رغم التقدم الميداني الذي تحققه.

وفي لقاء سابق مع الجزيرة، أكد نعيم أن طالبان لم تغلق المسار السياسي وأن وجود وفدها في الدوحة دليلٌ على تمسكها بالمفاوضات، ورغبة الحركة في حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا إزاء أي جرائم ترتكب.

من جانبها، أكدت الخارجية الأميركية أن جهودها بالدوحة تهدف للضغط على طالبان للحد من العنف والانخراط بمفاوضات عاجلة للسلام، مؤكدة أن السبيل الوحيد للاستقرار في أفغانستان يمر عبر التسوية السياسية.

وذكرت الخارجية الأميركية أن التأخر في المحادثات بشأن أفغانستان مؤلم، وأن جميع المؤشرات الأخيرة تشير إلى أن طالبان تسعى للنصر العسكري في أفغانستان، مؤكدة أنه ليس من مصلحة جيران أفغانستان ولا طالبان استمرار الصراع.

كما أعلنت الخارجية الفرنسية أنها تتابع عن كثب التطورات في أفغانستان، التي وصفتها بالمقلقة، وأضافت الخارجية أن باريس على اتصال وثيق بشركائها بشأن الخطوات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي والدولُ الأعضاء فيه.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About the author

وكالات

Leave a Comment