في محاولة لتخفيف وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة، افتتحت الحكومة المصرية سلسلة معارض “أهلًا رمضان”، لتأمين كثير من السلع الغذائية بأسعار مخفّضة، وهي مبادرة يقول مواطنون إنها جيدة على الرغم من أنها غير كافية.
وخلال تجول “الجزيرة نت” في أحد معارض “أهلًا رمضان” في مدينة الجيزة، كان الإقبال كبيرًا على سلع مثل الأرز والسكر والزيت، وتصل نسبة خفض أسعارها إلى 30%، مقارنة بأسعارها في المحال التجارية.
وتشهد المعارض المنتشرة في كثير من محافظات البلاد إقبالًا كبيرًا من المواطنين، عزاه بعضهم إلى وجود وفرٍ في سلع أساسية، وأيضًا إلى قرار وضع سقف للمبيعات.
وداخل المعرض لم يكن مسموحًا للفرد الواحد الحصول على أكثر من زجاجتي زيت وكيلوغرامين من السكر، ومثلهما من الأرز، وقد دفع ذلك بكثير من العائلات إلى إحضار أطفالها للحصول على حصة لكل فرد.
ويباع كيلو السكر والأرز في “أهلا رمضان” بـ14.5 جنيها، مقابل 10 جنيهات و19 جنيهًا على التوالي في محال البقالة (الدولار يساوي نحو 30 جنيهًا). كما يُباع أحد أنواع الزيوت النباتية بـ55 جنيهًا، مقابل نحو 60 جنيهًا في محال البقالة، وهذه السلع الثلاث هي الأكثر مبيعًا، كما قال أحد باعة المعرض للجزيرة نت، مشيرًا إلى أن العائلات ذاتها تحضر كل يوم تقريبا للحصول على أكبر كمية ممكنة من السلع.
وعلى الرغم من ضعف جودة أنواع الزيوت والسكر والأرز المعروضة بهذه الأسعار، فإنها تشهد رواجًا كبيرًا “لأنها تؤدي الغرض”، وفق المتحدثين.
بيد أن النوعيات المعروفة متوافرة أيضًا في قسم خاص بالسلع الفاخرة، وتباع بأسعار مخفضة. كما تُباع اللحوم داخل المعرض بسعر يتراوح بين 150 و170 جنيهًا للكيلو الواحد، بدلًا من 220 و250 جنيهًا في محال الجزارة العادية، وكذلك الدواجن بأسعار تقلّ بنحو 20% عن الخارج.
بديل مقبول
إحدى السيدات قالت للجزيرة نت “ما لا يُدرَك كله لا يُترَك جلّه”، لأن المعرض وإن لم تتوفر فيه أنواع معروفة من السلع، فإنه يؤمّن سلعة أرخص في النهاية، مشيرة إلى أن هذه الأنواع باتت منتشرة حاليًّا في محال البقالة كبديل للأنواع المرتفعة السعر.
وأوضحت المتحدثة أن زيادة الأسعار في الأيام الأخيرة جعلت المستهلكين يضربون بمسألة “الماركات” عرض الحائط، ودفعت محال البقالة إلى عرض كثير من الأنواع التي لم يكونوا يعرضونها سابقًا.
ولفتت إلى أن الناس كانوا يتحايلون على غلاء الأسعار في السابق بالشراء من تجار الجملة، لكن الأوضاع تغيّرت ولم يعد بوسع كثيرين الذهاب إلى تاجر الجملة، لأن الأمر يتطلب مبالغ كبيرة في النهاية.
وقالت إحدى السيدات “كنا نشتري كيلو البن من تاجر الجملة بـ140 جنيهًا (نحو 4.62 دولارات)، بدلًا من شرائه بـ180 جنيهًا من تاجر المفرّق، قبل 3 أشهر، لكنك مضطر إلى شراء 5 كليوغرامات مرة واحدة”.
وتابعت “قس على ذلك في كل السلع، إذ لم يعد ممكنًا الاعتماد على تاجر الجملة من أجل التوفير، ولم يعد ممكنًا تجاهل هذا المعرض الحكومي من أجل الاسم التجاري للسلعة. في النهاية، السكر هو سكر والزيت هو زيت، أما جودة السلعة فأصبحت رفاهية غير مطلوبة”.
حسومات تصل إلى 30%
يفتح المعرض أبوابه من العاشرة صباحًا حتى التاسعة مساء، وتقوم الشركات بتقديم عروض يومية تتراوح نسب التخفيض فيها بين 10% و30% عن أسعارها في الأسواق المحلية.
وتسمح الحكومة لكل شركة ببيع كمية محددة من السلع يوميًّا، بينما تحاول الشركات استغلال المعرض لبيع أكبر كمية ممكنة.
وتشارك في المعرض 11 شركة تابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، وتقوم بتأمين السلع الغذائية واللحوم والدواجن وغيرها، إلى جانب كثير من الشركات والوزارات الأخرى، وفق ما نشره موقع “اليوم السابع”.
ويستمر المعرض حتى شهر رمضان المقبل، في محاولة حكومية للحد من غلاء الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار في متناول الجمهور، فضلًا عن فتح كثير من منافذ المعرض في المحافظة الواحدة.
وافتتح المعرض خلال يناير/كانون الثاني الماضي في 8 محافظات، هي: الأقصر وأسوان وسوهاج والمنيا (جنوبًا)، والبحر الأحمر (غربًا) ودمياط وسيناء (شمالًا) والشرقية (شرقًا).
وقال رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية إبراهيم العربي إن الحكومة تعمل على فتح مزيد من المعارض في بقية المحافظات لدعم خطة خفض الأسعار.
وأطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية كثيرًا من السيارات المتنقلة من خلال الشركات التابعة للوزارة، لطرح السلع الغذائية للمواطنين في القرى والمناطق النائية بأسعار مخفّضة. كما تخصص كل منافذ المجمّعات الاستهلاكية وتلك التابعة للقوات المسلحة ركنًا لبيع سلع “أهلًا رمضان” ذاتها
.المصدر : الجزيرة