قررت السلطات الإسرائيلية إخلاء مستوطنة أفيتار في شمال الضفة الغربية المحتلة، وإقامة قاعدة عسكرية بدلا منها بانتظار صدور قرار جديد بشأنها، بعد أسابيع من التوتر مع الفلسطينيين المقيمين في الجوار.
وبحسب اتفاق أعلن مستوطنون التوصل إليه وأكدته وزارة الداخلية الإسرائيلية؛ سيتعين على المستوطنين أن يغادروا أفيتار في الأيام المقبلة، لكن منازلهم النقّالة ستبقى حيث هي وسيستخدمها الجيش، بانتظار أن تجري وزارة الدفاع إعادة تقييم لما وصف بحقوق الملكية العقارية.اقرأ أيضا“حراس الجبل” يقضّون مضاجع المحتلين.. قرية بيتا الفلسطينية تقاوم بؤرة استيطانية بالنار والهتافات والليزرأوريان21: فرنسا تحاول الالتفاف على القرارات الأوروبية لمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيليةالمستوطنات ونقاط التفتيش تزحف على واحدة من أجمل المناطق في فلسطين
ومنذ شهر تقطن نحو 50 عائلة إسرائيلية في أفيتار؛ وهي بؤرة استيطانية لم تصادق السلطات الإسرائيلية على إقامتها، وتقع بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ويعتبر القانون الدولي أن كل المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية.
وأشار رئيس مجلس المستوطنات بشمال الضفة الغربية المحتلة يوسي داغان إلى أن وزارة الدفاع ستحوّل أفيتار في بادئ الأمر إلى قاعدة عسكرية ثم ستُبنى فيها مدرسة تلمودية، ولكن الوزارة ستنظر في الآن ذاته بإمكانية موافقة السلطات على إقامة مستوطنة في المكان.
والاتفاق -الذي تم التوصل إليه مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيري الدفاع والداخلية- يدفع إلى الاعتقاد بإمكان “المصادقة” على إقامة مستوطنة، وفق داغان.
وأكدت وزارة الداخلية الإسرائيلية -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن الاتفاق قائم، إلا أنه تعذر الحصول على تعليق من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع.
وقال داغان “لقد وافقنا على هذه التسوية على مضض، لكننا متفائلون ونعتقد أن الحكومة ستسمح في نهاية المطاف ببناء محلّة يهودية جديدة” في المنطقة.
وصرّح تسفي سوكوت -وهو أحد مسؤولي المستوطنة- لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا إن “الأهم بالنسبة إلينا هو أن تبقى المنازل (النقالة) في أماكنها”، مشددا على ضرورة الحفاظ على “وجود يهودي على هذه التلّة”.
وكان انتقال عشرات الإسرائيليين للإقامة بهذا القطاع -في مطلع مايو/أيار الماضي بعد مقتل مستوطن شاب بيد فلسطيني- قد أدى إلى مظاهرات فلسطينية حاشدة خصوصا في قرية بيتا.
وخلال شهر قُتل 4 فلسطينيين في صدامات مع الجيش الإسرائيلي على هامش هذه التجمّعات.
رفض فلسطيني
واعتبر نائب رئيس بلدية “بيتا” موسى حمايل أن “المدرسة الدينية هي استيطان، والنقطة العسكرية هي استيطان على أرضنا ولا فرق بين الاستيطان العادي والمدرسة أو النقطة العسكرية”.
وتابع حمايل “هذا كله محاولة التفاف على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي بإجلاء المستوطنين، وهو مرفوض تماما من قبلنا وهم يحاولون إرضاء المستوطنين”.
ومؤخرا عمد سكان بيتا إلى التجمع ليلا وإحداث ضجيج وإحراق إطارات وإطلاق أسهم نارية لإزعاج المستوطنين ودفعهم إلى المغادرة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أمر بإخلاء هذه المستوطنة، لكن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو جمّد تنفيذ القرار.
ويقيم في الصفة الغربية المحتلة -البالغ عدد سكانها الفلسطينيين 2.8 مليون نسمة والتي تحتّلها إسرائيل منذ العام 1967- نحو 475 ألف مستوطن
.المصدر : الجزيرة + الفرنسية