دارت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة جبل أولياء العسكرية (جنوب الخرطوم)، وقصف الطيران الحربي أهدافا للدعم السريع بمنطقة بحري (شمال الخرطوم).
وقال الناطق باسم الجيش إن قواته اشتبكت مع ما سماها المليشيا المتمردة في منطقة جبل أولياء، وكبدتها خسائر كبيرة، واتهم قواتِ الدعم السريع بتكثيف هجماتها ضد المناطق المدنية بمدافع الهاون، وإلحاق أضرار بالمواطنين.
وكان مصدر بالجيش قال للجزيرة إن قوة تابعة بمنطقة جبل أولياء اشتبكت مع قوات الدعم السريع، وتمكنت من الاستيلاء على عربات عسكرية وإصابة عدد من أفراد الدعم السريع وأسر 4 منهم.
وقال مراسل للجزيرة إن الطيران الحربي قصف أهدافا للدعم السريع بمنطقة بحري.
وشاهد المراسل أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة بحري بعد لحظات من قصف طيران الجيش السوداني. في الأثناء، قال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن الجيش هاجم اليوم ارتكازات للدعم السريع بتقاطع القنطرة بحلة كوكو (شمال شرقي الخرطوم)، وألحق بهم خسائر في المعدات والأرواح.
من ناحية أخرى، قال مصدر حكومي للجزيرة إن السلطات أغلقت معبر القلابات الحدودي مع إثيوبيا بسبب القتال بين الجيش الإثيوبي ومليشيات محلية.
ويشمل القرار إيقاف عبور المسافرين ومنع حركة الشاحنات التجارية، وذلك للحفاظ على الأرواح والممتلكات، وفقا للمصدر نفسه.
تطورات أخرى
من جانب آخر، أكد قائد قوات الدعم السريع في ولاية وسط دارفور (غربي السودان) اللواء علي يعقوب سيطرة قواته التامة على الولاية. وقال المسؤول العسكري في الدعم السريع إن قوات الجيش احتمت بمعسكرات للنازحين في مدينة زالنجي عاصمة الولاية.
لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله نفى في تصريحات للجزيرة صحة هذه الأنباء، وقال إن قوات الدعم السريع غير مسيطرة إطلاقاً على ولاية وسط دارفور ويتواجدون في بعض المقرات الحكومية بالولاية.
من جانب آخر، قال الجيش السوداني إن قوة من حرس الحدود التابعة لقوات الدعم السريع انضمت إلى صفوف الجيش في ولاية جنوب دارفور أمس الخميس.
وبث الجيش صورًا قال إنها لانضمام 238 عسكريا بكامل عتادهم إلى الفرقة السادسة مشاة في مدينة نيالا (غربي البلاد)، وأوضح الجيش السوداني أن هذه الخطوة تأتي استجابة لقرار قائده العام عبد الفتاح البرهان.
وفي تطور آخر أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مساء الجمعة، قرارا بتشكيل لجنة لجرائم الحرب وحصر انتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
قلق أممي
وكانت البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) عبّرت عن قلقها البالغ إزاء التأثيرات الخطيرة للقتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني على المدنيين في ولاية دارفور.
واستنكرت البعثة -في بيان- التقارير التي تشير إلى منع المدنيين من المغادرة نحو المناطق الآمنة؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع ضحايا، وفق البيان.
واتهمت البعثة في بيانها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بالاستهداف العشوائي للسكان المدنيين والمرافق العامة غربي ولاية دارفور.
من جهتها، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن 6 ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة، محذرة من تفاقم أزمة الغذاء.
وأضافت المنظمة أن أكثر من مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد، وهو ما يعادل نحو 42% من السكان.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعلنت أن نحو 3 ملايين و500 ألف شخص نزحوا بسبب الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
المصدر : الجزيرة + وكالات