أخبار

بعد وفاة الملكة إليزابيث.. جدل الجمهوريين بشأن إلغاء الملكية يعود للواجهة في بريطانيا

Written by وكالات

لندن- في وقت يقف فيه مئات الآلاف من البريطانيين في صفوف طويلة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية

أيوب الريمي15/9/2022|آخر تحديث: 15/9/202210:03 AM (مكة المكرمة)

لندن- في وقت يقف فيه مئات الآلاف من البريطانيين في صفوف طويلة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ويحتشدون في الشوارع لتشييع الجثمان الذي يجوب مدن المملكة، ظهرت فئة وإن كانت قليلة تعبر عن موقفها من الملكية في بريطانيا.

وسلطت جنازة الملكة إليزابيث الضوء من جديد على “الجمهوريين البريطانيين” الذين يرفعون شعار إسقاط الملكية في المملكة المتحدة والانتقال نحو النظام الجمهوري.

وتداول البريطانيون مقاطع فيديو وصورا لأشخاص يتعرضون للاعتقال، بعد رفع شعار “ليس مَلِكي” عوض شعار “ليحفظ الرب الملك” الذي يردده الناس هذه الأيام احتفاء بالملك الجديد تشارلز الثالث.

وتصدر وسم “ليس مَلكي” (not my king) التفاعل في بريطانيا، حيث دخل المغردون في نقاش يستنكرون فيه الطريقة التي تم بها التعامل مع أصحاب الجمهورية، مصرين على أن حرية التعبير يجب ألا تمس.تشغيل الفيديومدة الفيديو 02 minutes 26 seconds02:26

مطلب قديم

تأسست مجموعة الجمهوريين في لندن سنة 1983 وكانت حينها عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذي يرفعون شعار المطالبة بإلغاء الملكية في بريطانيا، وظلت هذه الحركة سلمية ولم يسجل في تاريخها أي أعمال عنف أو صدام مع الشرطة.

سنة 2006 أصبحت هذه المجموعة قانونية بتأسيس شركة باسم “الحملة الجمهورية” وهي مسجلة لدى السلطات، وانتقل عدد المنتسبين لها من 5 آلاف إلى 35 ألفا سنة 2016 ووصل الآن حسب مؤسسة “الجمهورية” إلى 80 ألف منخرط

وترتفع شعبية “الجمهوريين” أو يزداد الاهتمام بهم خلال كل مناسبة كبيرة تهم الأسرة المالكة، كما حدث مع وفاة الأميرة ديانا أو زواج الأمير وليام وكيت أو الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة، حيث يصبح النقاش حول الأسرة الملكية محتمدا في صفوف البريطانيين.

وظهر “الجمهوريون” وبقوة إلى العلن خلال وفاة الملكة، حيث وقفوا في أكثر من مكان يمر فيه موكب تشييعها وهم يرفعون لافتات تطالب بإلغاء الملكية، مما أدى لاعتقال شخصين إلى حدود الساعة.

جدل سياسي

وأثار التعامل الأمني مع الأشخاص -الذين يرفعون شعارات تطالب بإلغاء الملكية خلال تشييع الملكة- الكثير من ردود الفعل السياسية والإعلامية ووصلت أصداؤها إلى البرلمان والحكومة.

وانتشر مقطع لشاب ينتقد الأمير أندرو خلال مرافقة الأخير لجثمان والدته، قبل أن يتم جره وبعنف من قبل أحد الأشخاص ويتم اعتقاله.

هذا التعامل دفع بالكثيرين للتحذير من المس بحرية التعبير، ومن بينهم الإعلامي الشهير أندو مار الذي أكد أنه “يجب ألا نشعر أن هناك مفاضلة بين حرية التعبير والملكية، لأنه لو وضع الناس في الاختيار بين الملكية وحرية التعبير فالأغلبية ستختار الأخيرة”.

في المقابل انتقد زعيم حزب العمال كير ستارمر هجوم البعض على أفراد الأسرة الملكية أو رفع شعارات تطالب بإلغاء الملكية خلال مراسيم نقل نعش إليزابيث الثانية، وصرح للإعلام بأنه “يجب على الناس احترام حالة الحزن التي يعيشها أفراد الأسرة الملكية واحترام آلاف الأشخاص الذين يقفون ساعات طويلة من أجل تشييع الملكة”.

وراسل عدد من البرلمانيين رئيسة الحكومة ووزير الداخلية من أجل التوقف عن اعتقال الذين يرفعون شعارات مؤيدة للجمهورية ومطالبين باحترام حرية التعبير، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة، إلا أن تعامل الأمن مع هؤلاء مازال صارما ويتم سحب أي لافتة كتبت عليها شعارات لا تؤيد الملك الجديد أو الملكية.تشغيل الفيديومدة الفيديو 02 minutes 29 seconds02:29

بريطانيا الجمهورية

عاشت إنجلترا فترة جمهورية تم فيها إلغاء النظام الملكي، وذلك على يد القائد العسكري أوليفر كرومويل، والذي انتصر على الملكيين في الحرب الأهلية بالقرن الـ 17 وأعدم الملك تشارلز الأول، وأصبح زعيم دول الكومنولث.

ومن عام 1649 إلى 1660، كانت إنجلترا جمهورية، خلال فترة عرفت في التاريخ السياسي بفترة “ما بين العهود” (Interregnum) وحاول كرومويل القيام بالكثير من التغييرات بما فيها كتابة دستور بدون نظام ملكي، وإيجاد طريقة للتعامل مع البرلمان.

وكانت علاقة كرومويل بالبرلمانيين مضطربة بسبب الصراع حول الصلاحيات والسلطة، والخلافات حول الدستور الجديد ومن يحكم البلاد ومن يقود القوات المسلحة وموقع الدين في الدولة.

عام 1653 تم حل البرلمان، وبموجب قرار حكومي أصبح كرومويل يحمل لقب اللورد الحامي، ورفض تسليم العرش لأي خليفة للملك تشارلز الأول، وهو ما أدى لمزيد من الخلافات مع مجلس العموم، مما دفع كرومويل للجوء إلى الحكم العسكري ومنح السلطة للجيش.

وعام 1685 توفي كرومويل وفشل ابنه ريتشارد في الحفاظ على السلطة، ليقرر الجيش دعوة ابن تشارلز الأول ليصبح الملك تشارلز الثاني وتعود الملكية

.المصدر : الجزيرة

About the author

وكالات

Leave a Comment