رغم إعلان هدنة العيد.. اشتداد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم
أفاد مراسل الجزيرة باحتدام المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، في حين قالت قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا ضد الجيش إنها مستعدة للسماح بإعادة فتح المطارات لإجلاء الرعايا الأجانب.
كما أفاد المراسل بتوالي الانفجارات وتزايد القصف الجوي على منطقة حِلة حَمَد وخوجَلي شمال القصر الرئاسي، وتحليق الطائرات الحربية في سماء الخرطوم على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بسماع دوي انفجارات في كرري شمال أم درمان، وتحليق للطائرات الحربية في المنطقة. وأكدت المصادر المحلية مقتل 6 أشخاص في أمبدة المنصورة بأم درمان جراء سقوط قذيفة.
وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات تجددت بصورة مكثفة وسط الخرطوم، على محيط القصر الرئاسي ومنطقة القيادة العامة للجيش، وهي المنطقة التي قال الجيش أمس إنه سيطر عليها مشيرا إلى أنه عمليا لا توجد هدنة.
كما أفاد مراسل آخر للجزيرة بعودة الاشتباكات المتقطعة في الأحياء الجنوبية للعاصمة السودانية، وكان دوي قصف متقطع قد تردد في الخرطوم منذ مساء أمس الجمعة رغم الهدنة التي أعلنها الجانبان المتحاربان.
ونشرت قوات الدعم السريع نقاط تفتيش على شارع المعونة الرئيسي والتجاري في مدينة الخرطوم بحري.
ومن جانب آخر، ناشدت نقابة الأطباء المجتمع الدولي بوقف الصراع الدموي للتمكن من حماية المدنيين وتقديم الدعم الضروري، وطالبت بالضغط على طرفي النزاع لفتح ممرات آمنة لنقل الجرحى والجثث.
وأكدت النقابة أنه تم استهداف 6 سيارات إسعاف ومنع عدد من الطواقم من العبور بين مناطق المعارك لنقل المرضى.https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.569.0_en.html#goog_1745924751تشغيل الفيديومدة الفيديو 06 minutes 04 seconds06:04
هدنة مؤقتة
وكان الجيش وقوات الدعم السريع وافقا أمس الجمعة على هدنة مؤقتة مدتها 3 أيام لتوفير ممرات آمنة.
وقد اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش قوات الدعم السريع بخرق الهدنة، وقال إنها هاجمت قيادة الجيش والقصر الرئاسي.
وأضاف أن العناصر “المتمردة” هاجمت مقرا لقوات الدفاع الجوي، واحتلت مراكز للشرطة.
وجدد الناطق الرسمي باسم الجيش التزامهم بالهدنة حرصا على النواحي الإنسانية، وتخفيف المعاناة عن المواطنين بالعاصمة والولايات.
من جهته، نفى موسى خدام مستشار قائد قوات الدعم السريع -في اتصال مع الجزيرة- الاتهامات بخرق الهدنة ووقوع أي هجوم على قيادة الجيش والقصر الرئاسي.
وقد أظهرت لقطات بطائرات مسيرة أعمدة للدخان، في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى، التي تمثل معا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا.
فتح المطارات
على صعيد آخر، قالت قوات الدعم السريع -في وقت متأخر أمس- إنها مستعدة لفتح جميع مطارات البلاد بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياها.
وأضافت في بيان أنها ستتعاون وتنسق وتوفر جميع التسهيلات التي تمكن المغتربين والبعثات من مغادرة البلاد “بسلام”.
ولم يتضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على المطارات. وتضرر مطار الخرطوم جراء القتال بين الجانبين، وشوهدت طائرات تحترق على مدرج المطار كما أوقفت شركات طيران تجارية رحلاتها قبل عدة أيام.
ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستقوم بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها جوًا بطائرات نقل عسكري تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم ويتوقع الشروع في ذلك فورا.
محادثات البرهان ورئيس الأركان الأميركية
من ناحية أخرى، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للجزيرة إن رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي أجرى مباحثات هاتفية مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وأضاف المسؤول الأميركي أن ميلي تناول -في اتصاله مع البرهان- سلامة الرعايا الأميركيين في البلاد.
كما ذكرت السفارة الأميركية بالخرطوم أن العنف بين الجيش وقوات الدعم السريع يلحق الضرر بالمدنيين.
وشددت السفارة الأميركية على ضرورة أن يحترم طرفا الصراع وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر، والسماح بوصول المساعدات.
وفي تغريدة على موقع تويتر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي إنه تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقشا خلاله القضايا المتعلقة بالأزمة وأهمية فتح ممرات آمنة للمواطنين والمقيمين.
وذكر حميدتي أنه أبلغ غوتيريش بأهمية الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي، لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية.https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.569.0_en.html#goog_1063664070تشغيل الفيديومدة الفيديو 03 minutes 33 seconds03:33
الهلال السوداني والصليب الدولي يحذران
وفي تطور آخر، قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن مخازنها بالخرطوم بحري تعرضت لعملية سطو نفذها أفراد مسلحين -لم تتحدد هويتهم- وقاموا بنهب 8 سيارات دفع رباعي وشاحنة تتبع للجمعية.
وحذرت الجمعية من أن استخدام سياراتها -التي تحمل شعارات الهلال- بواسطة هذه المجموعة لأغراض تجارية أو إجرامية سيؤدي لعواقب وخيمة وتفاقم المعاناة الإنسانية وحرمان المجتمعات المستفيدة من خدماته.
على صعيد متصل، حذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين المحاصرين في بيوتهم، بينما وصفت نقابة الأطباء وضع القطاع الصحي بالكارثي بعد تعرض عشرات المستشفيات للقصف.
ومن جهته، قال الصادق الحاج الأمين العام لجمعية الصداقة السودانية الفلسطينية -في حديث للجزيرة- إن قوات الدعم السريع اقتحمت صباح اليوم السبت إبان ساعات الهدنة المعلنة مقر جمعية الأخوة السودانية الفلسطينية في الحديقة الدولية بالخرطوم، واغتالت حارس الدار ونهبت ممتلكات الفلسطينيين الموجودين في الدار وألحقت بها أضرارا بالغة.
وقد أودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وغرب البلاد أساسا، كما أنها تدفع ثالث أكبر دولة في قارة أفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن 413 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل 6 أيام، ومن بين القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة
.المصدر : الجزيرة + رويترز