خرجت مظاهرات في ريف حلب، منتصف الليلة الماضية، تطالب بمعاقبة الضالعين في مقتل مدنيين بمنطقة جنديرس على يد عناصر مسلحين من فصيل يتبع للجيش الوطني السوري خلال احتفالهم بعيد النوروز أمس الإثنين، فيما التقى بعض الأهالي بقائد “هيئة تحرير الشام”، حيث توعد الأخير بمحاسبة الجناة. كما طالب ناشطون على مواقع التواصل بمحاسبة الفاعلين مستنكرين الجريمة.
وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ أهالي وناشطين في مدن معطبلي وجنديرس وعفرين وأطمة تظاهروا ضد فصيل “أحرار الشرقية”، وطالبوا السلطات المحلية بإلقاء القبض على العناصر الذين قتلوا مدنيين مساء أمس الإثنين في جنديرس خلال الاحتفال بعيد النوروز.
يُذكر أنّ أربعة مدنيين قُتلوا فيما جرح اثنان من عائلة واحدة، أمس الإثنين، بعد إطلاق النار عليهم من قبل مجموعة مُسلحة، حيث كان المدنيون يشعلون نار الاحتفال في عيد النوروز بالقرب من المنطقة الصناعية في ناحية جنديرس التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، شمال سورية.تقارير عربية
عفرين السورية… خمس سنوات من التهجير والانتهاكات
وأضاف الناشط أنّ أهالي في عفرين والمناطق التي شهدت الاحتجاجات أشعلوا النيران تعبيراً عن غضبهم، متهمين فصيل “أحرار الشرقية” بالتغطية على العناصر المتهمين، في وقت صدر بيان عن قائد الفصيل حاتم أبو شقرا، نفى فيه تبعية مطلقي النار لفصيله.
وكانت “رابطة المستقلين الكرد السوريين” قد اتهمت الفصيل ذاته بالوقوف وراء الجريمة، قائلةً في بيان لها إنّها تطالب الجهات الإدارية في المنطقة بمحاسبة الفاعلين.
وفي غضون ذلك، دخلت مجموعة من الأشخاص بسيارات إلى مدينة إدلب طالبين لقاء قائد “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، وهو ما رآه آخرون محاولة من الأخير للتدخل في شؤون المنطقة.
ونشر إعلام تابع لهيئة تحرير الشام صوراً ومقاطع فيديو تظهر لقاء بعض السكان بالجولاني، قائلين إنهم من ذوي الضحايا، وطالبوه بالدخول إلى جنديرس بقواته وطرد فصيل “أحرار الشرقية”، من جهته توعد الجولاني الفاعلين بالمحاسبة.
وفي السياق، كتب الناشط عمر حاج قدور على حسابه بـ”فيسبوك”: “كمية الظلم والقهر والخوف يلي شفتن عند أهالي الضحايا الأكراد يلي قتلوهن عناصر ما يسمى (جيش الشرقية) أثناء احتفالهم بعيد النوروز لا يمكن أنّ يتخيله العقل”.
فيما كتب ناشط آخر: “خلال عملي في جنديرس وريفها من كارثة الزلزال وحتى اليوم، تعرفنا وعشنا ودخلنا بيوت أهلنا الأكراد، رأينا كرمهم، وعشنا معهم كل تفاصيل الكارثة، ساندونا وكنا معهم جنباً إلى جنب لنخفف عن بعضنا آثار الكارثة، عندهم الكثير من القصص الموجعة، وظلم كثير بحقهم، ومهمشون جداً. الجريمة التي حصلت في جنديرس بشعة”.
يُذكر أنّ قياديين وعناصر في فصيل “أحرار الشرقية” متهمون بالضلوع في انتهاكات بحق السكان المدنيين في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” عموماً، وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت في عام 2021 الفصيل وقائده حاتم أبو شقرا على لائحة العقوبات الأميركية، بسبب ارتكاب انتهاكات ضدّ المدنيين.