جدّد الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الأربعاء، غاراته على ريف إدلب الجنوبي، بينما واصل الجيش التركي تعزيز مواقعه في ريف حلب الشمالي على خطوط التماس مع مناطق “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري، فيما أصيب مدنيون بجروح جراء قصف على مدينة إعزاز، وقتل طفل وجرح آخرون بانفجار مخلفات حرب بريف حلب.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ”العربي الجديد” إن الطيران الحربي الروسي شنّ 3 غارات صباح اليوم على أهداف في المنطقة الواصلة بين بلدتي بينين وشنان في جبل الزاوية، مشيراً إلى أنه سمع دوي انفجارين عنيفين ناجمين عن صواريخ شديدة الانفجار أطلقتها الطائرات.
وأضاف أن المنطقة تشهد تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي وطيران الاستطلاع، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، في المناطق المجاورة أيضاً.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن رتلاً عسكرياً تركياً هو الرابع وصل مساء أمس إلى ريف حلب الشمالي خلال أقل من 24 ساعة وتمركز في خطوط التماس مع “قسد” بناحيتي تل رفعت ومنبج.
وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن الرتل يضم دبابات ومدفعية وناقلات جند وتزامن دخوله مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع التركي فوق المنطقة. وأوضحت المصادر أن خطوط التماس شهدت مساء أمس قصفاً متبادلاً واشتباكات بين “قسد” و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وأدى القصف من “قسد” إلى وقوع جرحى بين المدنيين في مدينة إعزاز، كما أدى إلى أضرار مادية في منازل المدنيين. وذكرت المصادر أن قريتي الحمرة وتل تورين الخاضعتين لـ”قسد” غربي مدينة منبج شهدتا حركة نزوح من المدنيين خوفاً من وقوع هجوم محتمل في المنطقة على “قسد”.
وكان “الجيش الوطني السوري” قد أبلغ فصائله أمس باتخاذ تدابير الجاهزية القصوى لعملية عسكرية محتملة، تزامناً مع وصول تعزيزات من الجانب التركي قال ناشطون إنها الأضخم منذ تمركز الجيش التركي في المنطقة.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بريف حلب الشرقي، قضى طفل وأصيب ثلاثة مدنيين بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية الجعدة بريف حلب. وذكرت مصادر “العربي الجديد” أن اللغم من مخلفات الحرب بين النظام وتنظيم “داعش” الإرهابي.
قتلى في درعا
في الجنوب، ذكر الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد” أن عراكاً تطوّر إلى اشتباك بالأسلحة النارية وقع في مكتب “اللجنة الأمنية” التابعة للنظام السوري ببلدة نصيب بريف درعا قرب الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
وأوضح الناشط، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاشتباك وقع بين أشخاص جرى استدعاؤهم للإدلاء بشهادة حول مقتل شخص من العشائر المحلية ومتهمين بعملية القتل، مضيفاً أن الطرفين كانا مسلحين وهم أشخاص منخرطون في العمل مع فروع أمن النظام السوري.تقارير عربية
تعزيزات على خطوط التماس شمالي سورية وقتيلان بإنزال جوي للتحالف
ونقل الحوراني أن القتلى كانوا سابقاً عناصر في فصائل مسلحة تتبع للمعارضة قبل انخراطهم في عمليات التسوية التي أجراها النظام في المنطقة في يوليو/ تموز 2018.
يذكر أن المنطقة الحدودية التي تخضع لسيطرة النظام السوري تتمركز فيها مجموعات مسلحة تابعة لفروع أمن النظام متهمة بالضلوع في جرائم وعمليات تهريب، خاصة المخدرات من سورية إلى الأردن. وشهدت الحدود في أكثر من مرة اشتباكات بين عناصر تلك المجموعات إضافة إلى عمليات قتل يقف وراءها مجهولون، فضلاً عن حوادث الاشتباك بين مهربين والجيش الأردني على الطرف الآخر من الحدود.