تترقب الغابون، اليوم الخميس، الخطوة التالية للمجلس العسكري الجديد، بعد يوم من إطاحته الحكومة وتعيين قائد جديد، واحتجاز الرئيس علي بونغو الذي حكم البلاد مدة طويلة في مقر إقامته.
وأعلن المجلس العسكري الاستيلاء على السلطة عبر التلفزيون الوطني قبل فجر أمس الأربعاء، وألغى نتائج الانتخابات التي أُعلنت قبل ذلك بدقائق، وتضمنت فوز بونغو بولاية ثالثة، ما يعني تمديد حكم عائلته المستمر منذ 56 عاماً.
وهذا الانقلاب هو الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، والثاني بعد النيجر في غضون أسابيع. ووقعت معظم الانقلابات في دول ناطقة بالفرنسية. كما استولى ضباط من الجيش على السلطة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد، ما أدى إلى محو المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ التسعينيات، وأثار مخاوف القوى الأجنبية التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة.اقتصاد دولي
انقلاب الغابون.. ضربة جديدة لمصالح فرنسا في أفريقيا
خطة أفريقية للتعامل مع الانقلاب
ويعكف قادة أفارقة، اليوم الخميس، على صياغة كيفية الرد على ضباط الجيش الذين أطاحوا رئيس الغابون علي بونغو ونصبوا رئيساً جديداً للبلاد.
ونددت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكواس) بالانقلاب في بيان، وقالت إنها تعتزم عقد اجتماع “وشيك” لزعماء دول المنطقة لتحديد كيفية الرد، ولم تذكر موعداً لذلك.
وقال متحدث باسم الأمانة العامة لمفوضية الاتحاد الأفريقي إن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيجتمع، اليوم الخميس، لمناقشة الانقلاب.
وقال الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إنه يعمل عن كثب مع بقية القادة الأفارقة لاحتواء ما أطلق عليه “عدوى الاستبداد” التي تنتشر في أنحاء أفريقيا.
وعبر الاتحاد الأفريقي وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عن مخاوفها المتعلقة بالانقلاب. لكنها لم توجه مناشدات مباشرة لإعادة بونغو إلى منصبه.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي أن الانقلاب في الغابون “جاء بعد انتخابات شابتها “مخالفات”.
وأضاف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل للصحافيين، اليوم الخميس، إنه ليست هناك “خطة حاليا لإجلاء مواطني دول التكتل من الغابون”.
والغابون، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، منتج رئيسي للنفط والمنغنيز، كما خطا رئيسها المخلوع خطوات واسعة لحماية غاباتها البكر مترامية الأطراف، والأفيال المهددة بالانقراض.
وأعلن كبار ضباط الجيش في الغابون انقلابهم قبل فجر أمس الأربعاء، بعد فترة وجيزة من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس عمر بونغو بفترة رئاسة ثالثة بفارق كبير في الأصوات في الانتخابات التي أجريت يوم السبت.
وفي وقت لاحق أمس الأربعاء، ظهر بونغو في تسجيل مصور وهو محتجز في مقره ويطلب من الحلفاء الدوليين المساعدة، لكنه بدا غير مدرك لما يحدث حوله. وأعلن الضباط أيضا الجنرال بريس أوليجي نجيما، قائد الحرس الرئاسي السابق، رئيساً للبلاد.
شعبية بونغو تضاءلت وسط مزاعم فساد وإجراء انتخابات صورية، وإخفاقه في إنفاق المزيد من عائدات النفط على فقراء البلاد.
وتولى علي بونغو السلطة عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي حكم البلاد منذ 1967.
واحتفل المئات في شوارع العاصمة ليبرفيل، أمس الأربعاء، بتدخل الجيش، في حين أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وفرنسا، الدولة التي كانت تحتل الغابون ولها قوات متمركزة هناك، الانقلاب.
(رويترز، فرانس برس)