تستأنف اليوم الاثنين الجولة الثامنة من محادثات فيينا، بهدف إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والغرب، وبينما أكدت طهران التزامها بالتوصل لاتفاق جيد في أقرب فرصة، دعتها الدول الأوروبية لإحراز تقدم سريع في القضايا العالقة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن مصدر في فريق إيران المفاوض في فيينا، أن الإيرانيين أثبتوا حسن نيتهم في الجولة السابقة خلال مسودة الإجراءات النووية.
وقال المصدر في الفريق التفاوضي الإيراني، إن على الطرف المقابل إثبات حسن نيته بشأن رفع العقوبات، مشيرا إلى أن تحقيق التقدم في الجولة الثامنة بفيينا مرتبط بمقاربة الطرف المقابل.
وحسب المصدر الإيراني نفسه فإن طهران ملتزمة بالتوصل لاتفاق جيد في فيينا بأقرب فرصة ممكنة.
كما عبر عن أمله في أن تقوم فرنسا بدور بناء في الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي أن بلاده لا تعتزم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من 60%، في حال فشل مباحثات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، والتي تستأنف الاثنين.
وقال إسلامي في مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية نُشرت السبت، إن “أهدافنا المتعلقة بتخصيب اليورانيوم هي تلبية حاجاتنا الصناعية والإنتاجية (…) وما يحتاج إليه شعبنا”.
وكانت تقارير صحفية غربية في الفترة الماضية أفادت بأن إسرائيل -المعارِضة بشدة للاتفاق النووي- أطلعت الولايات المتحدة على معلومات استخبارية تفيد بنيّة إيران زيادة مستوى التخصيب إلى 90%، وهي النسبة التي يمكّن بلوغها لاستخدام اليورانيوم المخصّب لأغراض عسكرية.
وتؤكد إيران على الدوام الطبيعة السلمية والمدنية لبرنامجها النووي.
آمال أوروبية
في المقابل، قال منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إن من المهم تسريع وتيرة القضايا الرئيسية العالقة من خلال العمل من كثب مع الولايات المتحدة.
وأضاف في تغريدة على تويتر “أهلا بكم في الجولة الثامنة من المباحثات، التي ستستأنف في 27 ديسمبر/كانون الأول”.
وتوقفت الجولة السابعة عقب أيام من المباحثات، بعد أن عبر رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري عن رغبته في العودة إلى طهران للتشاور.
لكن دبلوماسيين كبارا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اعتبروا أن توقف المحادثات “مخيّب للآمال”.
وأعرب المفاوضون الأوروبيون عن أملهم بالاجتماع مجدداً قبل حلول العام الجديد، مشيرين إلى أنه لم يبق سوى “مساحة صغيرة جدا” للحوار.
ويهدف استئناف محادثات فيينا إلى إعادة الولايات المتحدة التي تشارك بشكل غير مباشر إلى الاتفاق، إذ ترفض طهران إجراء حوار مباشر مع واشنطن.
وفي 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران. ثم أعادت فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينص عليها الاتفاق.
وحذر المفاوض الأميركي روب مالي الثلاثاء من أن الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي بات يقتصر على “بضعة أسابيع” إذا ما واصلت إيران تطوير أنشطتها الذرية بالوتيرة الحالية، مشيرا إلى خطر اندلاع “أزمة” إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
تحركات إسرائيلية
في غضون ذلك، استبقت إسرائيل استئناف المحادثات النووية بإطلاق إشارات تهديد وتلويح بوجود خطط عسكرية ضد طهران.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن جيشه سيعد خططا عسكرية ضد إيران، مضيفا أنه لا يجوز التوصل إلى اتفاق معها بشأن مشروعها النووي.
وأعلن كوخافي -في ندوة عقدها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب- أن إسرائيل لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستعد الخطط العملية اللازمة، حسب تعبيره.
واعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون سيئا، وسيتيح لطهران الوصول إلى قدرات نووية عسكرية.
ووصف كوخافي إيران بأنها مشكلة عالمية، لأنها تريد تحقيق قوة نووية واستخدامها، حسب تعبيره.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن كوخافي وجّه بتسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، وذلك غداة تحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن أي تحرك عدائي ضد بلاده سيواجه برد عسكري حازم.
وكانت إسرائيل أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، في حين رد مسؤولون إيرانيون بالقول إن أي هجوم إسرائيلي سيتم الرد عليه.
المصدر : الجزيرة + وكالات