مقالات

كونداليزا رايس: من 11 سبتمبر إلى 16 سبتمبر

كونداليزا رايس لا تتصور مشاركة حماس في الانتخابات المقبلة، وفي الوقت ذاته، تستقبل شارون بحفاوة.

كونداليزا رايس لا تتصور مشاركة حماس في الانتخابات المقبلة، وفي الوقت ذاته، تستقبل شارون بحفاوة.

مشكلة كونداليزا رايس ليس في جهلها بأهمية حركة حماس في الشارع الفلسطيني، لكن في جهلها بطبيعة شارون. لنفترض أن حركة حماس حركة إرهابية لأنها تفجر سيارات في مناطق مدنية، لكن ماذا عن شارون، خصوصا أن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 سبتمبر ضاعت في ظل احتفاء العالم بذكرى 11 سبتمبر؟!

بالمناسبة، مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 سبتمبر أبشع بكثير من مجزرة 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن؛ ففي صبرا وشاتيلا تعمدت المليشيات المسيحية المتعاونة مع إسرائيل قتل الأطفال أمام أعين أمهاتهم إمعانا في تعذيب الأمهات، وهذا لا يقاس بتفجير عشوائي يقتل كيفما اتفق.

الإعلام الإسرائيلي، وليس بروباغاندا عربية وإسلامية، قابل مشاركين في المجزرة.. على كونداليزا رايس ان تستمع لهم.

يقول أحد المجرمين الذين تمكنت القناة الإسرائيلية العاشرة من مقابلتهم، ونقلت عنها القدس العربي: “كان الامر صعبا للغاية، واكثر ما اتذكره الامهات الفلسطينيات وهن يصرخن للسماء ويتساءلن: وينك يا الله؟! واكثر ما اتذكره ان الامهات كن يتوسلن إلينا ان نقتلهن قبل ان نذبح اطفالهن حتى لا يشاهدن المنظر. ولكننا كنا نرفض، وكنا نذبح الاطفال امام عيون امهاتهم، ومن ثم نقتل الامهات والرجال والمصابين”!

مجرم آخر يقول: “لا اعرف كيف جرى تدريبنا على ان لا نحس ولا نشعر ولا نتأثر بالاستغاثة والبكاء! فقد ذبحنا المئات والالاف دون ان يرمش لنا جفن، وكان الجيش الاسرائيلي يشكل لنا الحماية الكاملة ونمر نحن من امامهم، وهم يشيرون لنا الى مناطق اختباء اللاجئين فنذهب ونذبحهم”!

“في ساعات الفجر جاء ضابط اسرائيلي وقال: الان تبدأ عملية التنظيفات. سألناه: ماذا تقصد؟ قال: اريد ان تبحثوا جيدا، فلربما هنالك طفل هارب او مختبئ؟ اذبحوه، واقضوا على الجرحى. فذهبنا وفعلنا، ومن لم نقتله بالرصاص ذبحناه بالسكين”.

“طلبوا منا في الفجر ان ندفن الجثث ونخفي القتلى، واعطونا الجرافات للقيام بذلك، لكن الامر كان صعبا.. اصعب من القتل نفسه، فقالوا لنا اسرعوا قبل ان تشرق الشمس ويأتي احد الصحافيين ويصوّر المناظر”.

ارتكبت هذه المجزرة، حسب لجان التحقيق، بتخطيط ومشاركة ورعاية من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي غزت لبنان في العام 1982، ووزير جيشها آنذاك أرييل شارون، الذي قد يفوز بجائزة نوبل في ظل انسحابه من غزة (التي عاود الفلسطينيون احتلالها!)

ربما تتمكن الخارجية الأميركية من ترجمة وسائل الإعلام الإسرائيلية أو صحيفة القدس العربي.

على كونداليزا رايس أن تتذكر جيدا أن ثمة ذكرى في 16 سبتمبر نسيها العالم، لكن الضحايا لا ينسونها. مجزرة “طريفة” من نوعها، كوفئ فيها المجرمون بارفع المناصب: شارون رئيس وزراء، إيلي حبيقة وزير قبل أن يُفجر، سمير جعجع بطل الحرية والاستقلال في لبنان ولا يستغرب أن يعود رئيسا للجمهورية اللبنانية.

About the author

ياسر أبو هلالة

Leave a Comment