مقالات

هل تذكرون غزة ؟

تمر ذكرى الحرب على غزة وكأنها معركة من معارك الحرب العالمية الأولى. لا تعني غير الباحثين المتخصصين، وفي الأخبار أن مصر تبني جدارا فولاذيا لمنع التهريب، في الوقت الذي يحذر فيه من وقوع جائحة إنفلونزا خنازير بسبب غياب العلاج والتجهيزات الطبية بفعل الحصار. <br/> <br/>إنها أخبار تاريخية فعلا يجب ادخارها لكتب التاريخ بدلا من استهلاكها في الأخبار اليومية. لم يقصّروا مع الشعب الفلسطيني. إسرائيل تبني جدارا عازلا فوق الأرض ومصر تبني جدارا فولاذيا تحت الأرض! <br/> <br/>تلك الحفارات العملاقة التي تصل لعمق ثلاثين مترا تحت الأرض لم نشاهدها عندما انهار جبل المقطم على رؤوس ساكنيه ولم يحضر الخبراء الأميركيون ليقدموا خبراتهم في إسناد الجبل بالفولاذ، إنهم يحضرون إلى رفح ليقطعوا شرايين الحياة الوحيدة بالفولاذ. <br/> <br/>خلصت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بيت سيلم” التي تحظى باحترام كبير ، بناء على عمليات بحث واسعة، إلى أن حرب غزة أسفرت عن مقتل 1387 شخصا منهم 773 مدنيا. وقتل في الفترة ذاتها، أربعة إسرائيليين جراء إطلاق الصواريخ من غزة جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى تسعة جنود إسرائيليين في غزة منهم أربعة بنيران صديقة. <br/> <br/>لم يقض هؤلاء بسبب نقص علاجات إنفلونزا الخنازير، قضوا على يد جيش الاحتلال المزود بالسلاح الأميركي، ولغايات البحث التاريخي سنفترض أن حركة حماس حركة إرهابية تتلقى دعما وتمويلا وتسليحا من نظام الملالي في طهران، فهل يعقل أن تبقى تلك الحركة على رأس الحكم ويباد كل هؤلاء البشر ويسامون سوء العذاب لأنهم لم يتمكنوا من الثورة ضد العصابة الحاكمة في غزة؟ <br/> <br/>ننتظر تقريرا آخر من منظمة بيت سيلم عن أعداد الذين قضوا بفعل الحصار، وهو جريمة لا تقل مأساوية عن الحرب. وكما الحصار على العراق الذي أزهق حياة أكثر من مليون يدان الشعب الذي لم ينتفض على الدكتاتور، وتسجل الجريمة ضد مجهول. <br/> <br/>في برشلونة قرأت على الجدران عن حرب غزة “السكوت جريمة”، وهي جريمة لا تسقط بالتقادم، جريمة قبل عام وجريمة اليوم، ولن يغفر لنا الله ولا التاريخ صمتنا. الشعب الفلسطيني ليس فتح ولا حماس، ولم يتمكن الفصيلان الرئيسان إلى اليوم من استعادة حقوقه لا مقاومة ولا سلما لكن لا يجوز باسم الخلاف الفلسطيني التغاضي عن الجريمة المستمرة. <br/> <br/>بعد عام من الجريمة نشعر بالأسى والحزن على من رحلوا، بقدر ما نشعر بالفخر بالصامدين الذين لم يَهِنوا، وما يزالون يثبتون برغم الدمار والحصار من فوق الأرض ومن تحت الأرض أن ثمة من يملك القدرة على الوقوف في وجه القوة المجرمة العاتية، ويدفع الثمن غاليا برضىً نقصا في الأنفس والثمرات. وكأن الآية نزلت فيهم “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”. <br/> <br/>هل ننصح أهل غزة بالاستسلام بعد عام؟ في الضفة استسلام تام بإشراف الجنرال دايتون فعلى ماذا حصل أبو مازن؟ اليوم وعلى رغم كل ما فعل وخصوصا في تقرير غولدستون لم يعد وجه فلسطيني مقبولاً لا في أميركا أوباما ولا في إسرائيل نتنياهو. <br/> <br/>[email protected] <br/> <br/>الغد </p></div></h4>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *