أخبار

العراق.. مقتدى الصدر يدعو لاستمرار الاعتصام ومطالب داخلية ودولية بالحوار بين كل الأطراف

Written by وكالات

طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم السياسية، وأكد الرئيس العراقي برهم صالح

طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم السياسية، وأكد الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ضرورة وضع خارطة طريق لحل الأزمة، في وقت دعت فيه واشنطن والأمم المتحدة للحوار بين كل الأطراف.

وقال الصدر في كلمة له أمس الأربعاء إن الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية، و”أنا على استعداد تام للشهادة”، مشددا في الوقت ذاته على رفضه إراقة الدماء، ومعتبرا أنه لا فائدة ترجى من الحوار “خصوصا بعد أن قال الشعب كلمته الحرة العفوية”.

ودعا زعيم التيار الصدري إلى إجراء انتخابات مبكرة، موضحا أنه لم يقرر خوض الانتخابات الجديدة من عدمه، قائلا إنه ليس “طالب سلطة، وليست عندي مغانم شخصية ولكنني أطلب الإصلاح”.

وانتقد الصدر الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، معتبرا أن “الشعب العراقي سئم الطبقة الحاكمة برمتها”، مضيفا أنه “لن يكون للوجوه القديمة وجود من خلال عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان”.

وتتواصل في العراق لليوم السادس على التوالي اعتصامات أنصار التيار الصدري داخل البرلمان العراقي، احتجاجا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني

تأييد الحوار

بدوره، أعلن رئيس تحالف السيادة في العراق خميس الخنجر، في تغريدة، دعمه لمضامين خطاب الصدر بشأن انتخابات مبكرة وفق معايير جديدة وقوانين عادلة تسمح بمنافسة حقيقية، حسب تعبيره.

وأضاف أن تحالفه يدعم جهود إنقاذ العراق ومعالجة حالة الجمود السياسي التي عطّلت الدولة ومصالح الشعب، وفق ما جاء في التغريدة.

وفي أعقاب لقائه برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قال القيادي في الإطار التنسيقي هادي العامري إنه لا حل للأزمة الحالية إلا عبر تهدئة التشنجات، وضبط النفس، والجلوس حول طاولة الحوار البنّاء الجاد.

وأضاف العامري أنه يؤيد ما جاء في بيان الكاظمي الذي دعا فيه إلى حوار وطني شامل، موضحا أنه يشدّ على أيدي كل الساعين للوصول إلى حل للأزمة يرضي كل الأطراف.

وكان الإطار التنسيقي قد فوَّض زعيم تحالف الفتح هادي العامري لتمثيله في مفاوضات حل الأزمة والتواصل مع الأطراف السياسية.

وقال الإطار التنسيقي إن عدم تصدي حكومة مصطفى الكاظمي لما سماها الفوضى يجعلها جزءا من مشروع إسقاط هيبة الدولة.

ودعا بيان صادر عن اللجنة التنظيمية لمظاهرات الإطار التنسيقي عناصر الأجهزة الأمنية إلى الحياد، وعدم الانجرار إلى الخلافات السياسية، والالتزام بالقانون والدستور، وعدم السماح لمن سمّتهم اللجنة مؤيدي الفوضى بالاستمرار في تجاوز المؤسسات الدستورية.

ورحب رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي بما جاء في خطاب الصدر، قائلا إنه يلتقي من جوانب عدة مع مبادرة ائتلافه لحل الأزمة.

أما رئيس كتلة دولة القانون نوري المالكي فقال إن الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات تبدأ بالعودة إلى الدستور.

Protesters continue open sit-in inside Iraqi parliament
الاعتصامات تتواصل داخل البرلمان ومحيطه (وكالة الأناضول)

مطالب دولية

من جهته، بحث الرئيس العراقي برهم صالح مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التطورات الأخيرة، إذ أكدا -بحسب بيان للرئاسة العراقية- أهمية التهدئة والحوار ووضع خارطة طريق واضحة تراعي المصلحة الوطنية العليا والحؤول دون أي تصعيد يستغله “المتربصون بالبلد وشعبه”.

كما قال الرئيس صالح إن ظروف البلاد تستدعي التزام التهدئة والدخول في حوار للوصول إلى خارطة طريق واضحة المعالم، وذلك خلال لقاء صالح ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت.

وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس إنه بحث في اللقاء سبل الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد، مضيفا أن بلاسخارت أكدت دعم وتأييد بعثة الأمم المتحدة للحوار بين كل الاطراف.

من جهتها، أكدت السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي خلال لقاء برئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، على احترام إكمال الاستحقاقات الدستورية، وعلى سلمية حق التظاهر والتعبير عن الرأي وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

وقالت السفيرة إن الولايات المتحدة لن تتدخل في خيارات الشعب العراقي، وإن هذا الأمر يعود إلى العراقيين وحدهم.

كردستان العراق

من ناحيته، أبدى رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني تأييده لدعوة رئيس الوزراء العراقي إلى حوار شامل، مجددا دعوته الفرقاء السياسيين العراقيين إلى إجراء حوار في أربيل.

كما قال زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني إنه يرحب بمبادرات تطبيع الوضع العراقي، وإن من واجب الجميع التعامل بروح المسؤولية مع الوضع.

وأضاف الطالباني في بيان أن على الجميع أن يعمل معا من أجل السلام والاستقرار، وأن يجعل من الحوار والتفاهم مبدأ للعمل ومعالجة المشكلات.

ودعا الطالباني جميع القوى والأطراف السياسية إلى وضع مصلحة الشعب والبلاد فوق المصالح الشخصية، وأن تكون مساعيها في سبيل مستقبل أكثر ازدهارا.

“العراق يحتاج حلا جذريا”

في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إنه لم يشارك في الانتخابات لأنه توقع حدوث ما تشهده البلاد الآن، مشددا على أن مشاكل العراق بحاجة إلى علاج جذري من خلال حوار وطني بناء.

وأكد علاوي -في مقابلة مع الجزيرة- أن الحوار المبني على أسس واضحة هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، وأكد أن الحوار الوطني يجب أن يضم شرائح المجتمع العراقي على اختلافها.

وبشأن الانتخابات، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إنها يجب أن تكون بإشراف القضاء العراقي والأمم المتحدة، وإن الانتخابات في الظروف الحالية لن تفيد وستأتي بالنتائج نفسها وستفرز الأزمة نفسها ما لم يتم النظر في قانونها.

وأوضح علاوي أن هناك خلافات شخصية بين الزعماء السياسيين في العراق، ولا علاقة لذلك بالمصالح العليا للبلاد، وأن النفوذ الخارجي والفساد والإقصاء من أسباب فشل العملية السياسية.

وبناء على ذلك، يرى علاوي أن الانتخابات المبكرة هي المخرج الوحيد، موضحا أنه سيقبل بالمشاركة في الانتخابات إذا كانت نتيجة حوار بناء بين القوى السياسية على قاعدة احترام الدستور، الذي انتهكته القوى السياسية ولم تلتزم بتوقيتاته، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About the author

وكالات

Leave a Comment