أكدت وزارة الداخلية الكازاخية اعتقال نحو 4 آلاف شخص خلال العمليات الأمنية المتواصلة في عموم البلاد، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بسماع أصوات إطلاق نار في محيط ساحة الجمهورية وسط مدينة ألماتي، كبرى مدن البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية كذلك مقتل 7 من أفراد الشرطة في عملية أمنية بألماتي، كما قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي إن من وصفهم بـ”الإرهابيين” نفذوا هجمات على المدينة عبر 6 مراحل. وأكد أن البلاد واجهت “مجموعات إرهابية مدربة جيدا في خارج البلاد”.
end of list
تعزيزات من روسيا
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيطرت على مطار ألماتي بشكل كامل، ووضعته تحت سيطرة قوات الأمن الكازاخية.
وتزامن هذا الإعلان مع وصول مزيد من التعزيزات الروسية إلى كازاخستان، حيث نقلت أكثر من 70 طائرة معدات عسكرية وأفرادا من القوات الروسية.
وتعليقا على التعزيزات العسكرية الروسية، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة من أن كازاخستان ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي، بعدما طلبت من موسكو نشر قوات على أراضيها لاحتواء الاضطرابات المستمرة منذ الأحد الماضي.
وقال بلينكن -في مؤتمر صحفي بواشنطن- “ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما أن يدخل الروس بلدا، فإن إخراجهم يكون أحيانا أمرا بالغ الصعوبة”.
وتشهد كازاخستان، أكبر دول آسيا الوسطى، احتجاجات اندلعت في المقاطعات الأحد على خلفية رفع أسعار الغاز قبل أن تمتد إلى المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة الاقتصادية ألماتي حيث تحولت إلى أعمال شغب ضد النظام خلّفت عشرات القتلى.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أنزلت عشرات الطائرات الروسية أعدادا كبيرة من الجنود لدعم الحكومة في كازاخستان إزاء الاحتجاجات.
ونقلت رويترز عن وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 70 طائرة أنزلت الجمعة “قوات حفظ سلام” بكازاخستان. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أمس -نقلا عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي (تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة)- أن القوة ستضم إجمالا نحو 2500 فرد، وستبقى في كازاخستان لأيام أو أسابيع، وستغادر فور انتهاء مهمتها.
وأضافت المنظمة أن مهمة هذه القوة -التي طلبها توكاييف الأسبوع الماضي- ليست قمع المحتجين، بل مساعدة كازاخستان في حماية المنشآت الحيوية، مؤكدة أن الأحداث بهذا البلد تهديد حقيقي لأمن الدولة وسيادتها.
استعادة النظام
وفي وقت سابق الجمعة، أمر توكاييف بإطلاق النار على مَن سماهم “قطاع الطرق والإرهابيين”. وأضاف أن النظام الدستوري تمت استعادته في معظمه.
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قال الرئيس الكازاخي إن “قرابة 20 ألفا من قطاع الطرق هاجموا مدينة ألماتي ودمروا ممتلكات الدولة”، مشددا على أنه أمر أجهزة إنفاذ القانون والجيش بـ”إطلاق النار في مقتل دون سابق إنذار”، معبرا عن رفضه إجراء أي محادثات مع المحتجين، الذين وصفهم بالمجرمين والقتلة.
وقال توكاييف، في بيان، إن “قوات إرساء النظام تبذل جهودا حثيثة، والنظام الدستوري أعيد إلى حد كبير في كافة المناطق”، مؤكدا أن عمليات إعادة النظام ستستمر حتى القضاء التام على المسلحين.
وأضاف أن “السلطات المحلية تسيطر على الوضع، لكن الإرهابيين ما زالوا يستخدمون الأسلحة، ويضرون بممتلكات المواطنين”.
غضب شعبي
ووقعت المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين إثر اندلاع احتجاجات غير مسبوقة الأحد الماضي، بسبب الزيادة في أسعار الوقود مع بداية العام الجاري، ثم تضخمت الاحتجاجات عندما اقتحم الأربعاء محتجون مباني عامة في مناطق منها ألماتي -كبرى مدن البلاد- وأضرموا بها النيران.
بالمقابل، قال المعارض الكازاخي البارز المقيم في فرنسا مختار أبليازوف إن النظام الحاكم في بلاده “شارف على نهايته في ثورة شعبية اتحد فيها الناس للمرة الأولى للتعبير عن غضبهم”.
وأضاف أبليازوف -وهو وزير سابق للطاقة- في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن تدخلا عسكريا بقيادة روسية يشكل “احتلالا” وحض الكازاخيين على الوقوف بوجه القوات الأجنبية.
المصدر : الجزيرة + وكالات